الدكتورة إيمــان بيبــرس .. تاريخ من العمل الإنســاني

الدكتورة إيمان ضياء الدين بيبرس مستشارة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي “خبيرة التنمية الاجتماعية وقضايا النوع”. ابنة الاذاعي الشهير المرحوم ضياء الدين بيبرس، درست مراحل تعليمها الأولى بمدرسة فكتوريا بالمعادي ثم التحقت بالجامعة الاميريكية بالقاهرة وحصلت على بكالريوس العلوم السياسية. لم تكتف بالبكالوريوس، وإنما استكملت دراستها العليا لتحصل على الماجستير في العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وقبل أن تبدأ في الدكتوراة حصلت على دبلومة في تخطيط المشروعات والتمويل والتنمية من جامعة برنستون بالولايات المتحدة الأمريكية..وأخيراً فقد حصلت على الدكتوراة حول السياسات والبرامج الاجتماعية الموجهة للنساء المعيلات لأسر من جامعة ساسكس بإنجلترا.

بعد التخرج مباشرة عملت مسئولة برامج في هيئة الاغاثة الأمريكية، واستمرت فيها عشر سنوات تدرجت خلالها في الوظائف حتى وصلت إلى منصب مديرة الهيئة. قامت خلال تلك الفترة بأعمال ميدانية كثيرة في الصعيد وخاصة في المنيا بمناطق سمالوط وشوشا وغيرها، وسوهاج بمناطق جزيرة شندويل والغابات والبلينانا ونغاميش، وأسيوط وقنا وبني سويف والفيوم. وكانت منها مشاريع صحية ومشاريع تنمية مجتمع ومشاريع قروض دوارة وقامت بتنظيم دورات تدريبية لزيادة الدخل للنساء والاسر الفقيرة. وأثناء نفس الفترة، حصلت على درجة الماجستير من الجامعة الأمريكية في علم الاجتماع السياسي وكان موضوعها يتناول أثر الجمعيات وجماعات الضغط النسائية على تغيير قانون الأحوال الشخصية رقم “100” لسنة 1985.

عملت بعد ذلك لمدة 7 سنوات مع هيئة اليونيسيف بالأمم المتحدة، ومن خلالها شاركت في اعداد وتنفيذ العديد من البرامج والمشاريع لمساعدة اطفال الشوارع والأطفال العاملين بالورش والمصانع والمخابز. قضت وقت طويل في الشوراع والحواري والأزقة والعشوائيات لخدمة الفئات المهمشة والتعرف على مشكلاتهم. عملت أيضا بصورة مباشرة مع بائعي القمامة والباعة المتجولين. شاركت هذه الفئات آمالهم وهمومهم، وحاولت بكل الطرق النهوض بهم ومعهم لحياة أفضل. وأثناء هذه الفترة وبالتعاون مع جمعيتي الرعاية المتكاملة والهلال الأحمر، ساهمت إيمان في تنفيذ مشروع اعادة تسكين متضرري الزلزال في عين حلوان والنهضة، وقد حصلا هذان المشروعان على اعتراف دولي على أنهم من أهم مشاريع التنمية بالمشاركة في العالم.

حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من إنجلترا، حيث تناولت فيها دور السياسات الاجتماعية للحكومة وخاصة سياسات الضمان الاجتماعي الموجهة للمرأة المعيلة للأسرة بالمناطق الحضرية الفقيرة. ومن خلال العمل الميداني المكثف والتغلغل داخل حياة السيدات. ومن خلال الدراسة قامت بعمل مقارنة بين البرامج الحكومية وبرامج الجمعيات الاهلية والمؤسسات الغير حكومية، حيث اجريت الدراسة في منشية ناصر ومصر القديمة والمنيل وتلال زينهم والبساتين وترب اليهود وعين حلوان والوايلي بالقاهرة، ومأوى الصيادين وغيط العنب بالإسكندرية. جسدت من خلال رسالتها مشاكل المرأة المعيلة مع سياسات الدولة الاجتماعية ونقلت عن ألسنتهن الصعوبات والمشكلات التي تواجههن، ونجحت في نقل اصواتهن لصناع القرار من خلال جمعية نهوض وتنمية المرأة ومن خلال عملها مع المجلس القومي للمرأة ومكتب شكاوى المرأة من سنة 2000 إلى 2003.

في نفس الوقت، عملت كمستشارة وخبيرة بالتنمية الاجتماعية وقضايا النوع الاجتماعي بالعديد من هيئات الأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى العمل مع بعض الوزرات والمحافظين المحليين. كما عملت مع مؤسسة وهيئة الحريري بلبنان كمستشارة لقضايا المرأة والمشروعات التي تخص المرأة.

في سنة 1985، ساعدت إيمان في إنشاء جمعية نهوض وتنمية المرأة التي تم اشهارها عام 1987، وذلك لمحاولة مساعدة المرأة المصرية والنهوض بمستواها المادي والثقافي والاجتماعي والسياسي. ركزت تركيزا شديدا على العمل الميداني إيمانا بأن التعرف على المشاكل والاحتياجات المجتمعية تأني من الجذور وأن التغيير المؤثر يبدأ من أسفل لأعلى.

من خلال مشوار العمل بالمجال التنموي والتلاحم مع الفئات المختلفة من السيدات والشباب، قامت بتنفيذ العديد من المشروعات والأبحاث بمناطق مهمشة وصعبة الاختراق مثل مناطق منشأة ناصر والمعتمدية وزبالين المقطم وكوم غراب وعزبة أبو قرن والنهضة وتلال زينهم وترب اليهود والبساتين والسيدة زينب والعسال والسكاكيني وبطن البقرة بالقاهرة، وبالإسكندرية بمأوى الصيادين وغيط العنب.

شاركت إيمان في الكثير من المؤتمرات الدولية والعالمية بجميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى تنظيم وإدارة العديد من الندوات والمؤتمرات الإقليمية في الوطن العربي ومحليا بمصر.