مختارات
الرئيسية / وجهات نظر / الحرية .. بقلم : د. صلاح الديب*

الحرية .. بقلم : د. صلاح الديب*

 

نحلم جميعا أن نعيش في الحرية ولا يحب اي منا ان تسلب منه فى يوم من الايام ولكننا كثيرا ما يختلط علينا الامر فى ما يختص بالحرية وهذا الخلط يعد بحق العائق الحقيقى بيننا وبين الحرية سواء كنا افرادا او مجتمعات شعوبا او دول .
فنحن نرى الكثيرين ممن يدعون الى الحرية دون توضيح امر هام جدا الا وهو ان الدعوه الى الحرية ليس معناها دعوة للإنفلات والفوضى والهمجية ولكن علينا ان نعى جميعا ان الحرية قيمة عظيمة يجب ان نعلم قيمتها الحقيقة وينبغى على كل من يسعى الى ان يعيش الحرية ان يضع هذة القاعدة نصب عينية ليلا ونهارا و القاعدة هي ” أنت حر مالم تضر ” حتى نستطيع ان نعيش الحرية بحق كما ينبغى ان تكون .
ويجب علينا جميعا معرفة ان السعى الى الحرية يجب ان يكون بالعمل جاهدين حتي تتأصل جذور الحرية بشكل حقيقى بين الجميع حتى نستطيع ان نعطى لها المجال لتصبح سريعة النمو ولتستمر بين الجميع بشكل يقبل التنفيذ وعلى ان يكون على اساس قوى ومتين كما انه يجب علينا جميعا ان نعلم جيدا ان الحرية تحتاج الى بناء لانه إذا كانت الحرية ضعيفة التسليح فى مجتمعنا فينبغى علينا جميعا ان نعلم انه فى امكاننا ان ندعمها بتسليحها بقوة الارادة حتى تستطيع البقاء بيننا ولا يقضى عليها بسهولة وذلك بافساح المجال لها كي تكون صلبة ولنتمتع بها جميعا .
وعلينا ان نعلم جيدا انه لا يوجد حرية بدون مسئولية فهما وجهان لعملة واحدة او هما توأمان لو إنفصل أحدهما عن الآخر ماتا سوياً لذا وجب علينا ان نعى ان لكل حق يسبقه واجب ولكل حرية يسبقها مسئولية حتى نستحق ان نعيشها وينبغى علينا ان نعلم جيدا ان الحرية لا تاتى هبه ولكنها تكون عن استحقاق كما انه لو إضطررنا للتوسل إلى الآخرين من أجل حريتنا فأننا لن ننالها أبداً لان الحرية امر يجب أن نناله بانفسنا والا اصبحت عبودية من نوع جديد فعلينا جميعا ان لا نترك اى مجال للعبودية فى حياتنا بل علينا ان نحصل على الحرية عن استحقاق بعمل جاد يمكننا من ان نحصل عليها بالقدر اللائق والمناسب لكل منا جميعا .
ويغيب عن بعضنا انه يوجد حرية واعية لانه ليست الحرية غياب الإلتزامات إنما هي القدرة على إختيار ما هو أفضل لنا ونلزم به انفسنا ولا نحتاج من يلزمنا بما يجب ان نلتزم به فيكون الالتزام نابعا من داخلنا لا قيد من احد وهذا هو الوعى الحقيقى بالحرية التى يمكن ان نتمتع جميعا بالعيش بها اذا حرص كل منا بان يلزم نفسه بما ينبغى عليه ان يفعله دون ان ينتظر من يلزمه بذلك وحتى نتمكن من دفع ثمن الحرية لان ثمنها فادح يبذل من اجلها الغالى والنفيس للحصول عليها ، لكن ثمن الذل أفدح لا يمكن ان يمحى اثاره باغلى الاثمان فهو يكسر النفوس من الداخل ولا يمكن لها ان تعود الى ما كانت عليه .
كما يجب علينا ان نعيش الحرية بلا قيود فعلينا دور اساسى للحصول على الحرية ان نحرر الحرية من كل القيود التى نفرضها عليها بارادتنا فنجعلها مكبلة بالاغلال ولو تركناها بلا اغلال ، ستقوم الحرية بالباقى وعلينا ان نعلم انه ينبغى علينا العيش بالحرية لاننا لا نملك إلا حياة واحدة نهبها لحريتنا فنحن لا نستطيع ان نعيش الا حياة واحدة فعلنا ان نعيشها ونحن بكامل حريتنا والا ضاعت علينا الفرصة لان نعيشها مرة اخرى .
ويجب ان نعى جيدا ان المال والحرية لكلا منهما وسيلة مناسبة للتعامل بها او السعى اليها فعلينا ان نعلم جيدا إن المال الذي في يدنا هو وسيلة إلى الحرية ، و أما المال الذي نسعى إليه فهو طريق العبودية فلنحذر من ان نتخلى عن حريتنا بكامل ارادتنا لنعيش اسرى العبودية وان من يعيش الحرية هو الشخص الطبيعى وعلى كلا منا معرفة إن العبد الذليل لا يمكنه أن يمثل أمة حرة لأنه يذلها لما اعتاد طوال حياته ولنعلم جيدا ان فاقد الشيىء لا يعطية والحرية لا تصنع الا على ايدى احرار كما هي عادة الامور فى حياتنا ان لكل شيىء ثمن كذلك الحرية فان ثمن الحرية غالى وان الحرية مع الألم أكرم من العبودية مع السعادة فيجب علينا ان نختار ما نقبله وما يناسبنا وبهذا نصل الى ان حرية الفرد
لا تكمن في أنه يستطيع أن يفعل ما يريد وقت ما يريد ، بل في أنه لا يجب عليه أن يفعل ما لا يريد وهذا هو قمة الحرية. فليسعى كل منا ان يحيا الحرية الكاملة الكاملة فى قيمتها والكاملة فى معانيها والكاملة فى ممارستها وليست الحرية المنقوصة فى ممارساتها الخاطئة ليلا ونهارا وحتى نخرج من نفق الفوضى والهمجية المظلم الذى سقط فيه الكثيرون دون وعى او معرفة .

 

  1. *رئيس المركز العربى للاستشارات وإدارة الازمات
    وخبير ادارة الازمات فى مصر والوطن العربى
    [email protected]

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.