مختارات
الرئيسية / ستديو الكبار / الشاعرة والإعلامية السعودية مها السراج في حوار خاص لـ ” الكبار “: أعيش في مجتمع يغلب عليه التعامل الذكوري بشكل كبير

الشاعرة والإعلامية السعودية مها السراج في حوار خاص لـ ” الكبار “: أعيش في مجتمع يغلب عليه التعامل الذكوري بشكل كبير

حوار : عمرو هلال

*في وطننا العربي “الواسطة” والقرابة و”الشللية” تطغى على المؤهل والخبرة والاحترافية وهو أمر محزن للغاية

*المدربون والمعلمون والأدباء وعارضات الأزياء ومن له مهنة ومن لا مهنة له أصبح إعلاميا بقدرة قادر , المشهد غريب جدًا

*لم أعد أنظر للأمور والأشخاص نظرة رومانسية وساذجة ولم أعد أعتمد على قلبي في الحكم على الناس لأن كثيرًا منهم يرتدون أقنعة متعددة

*لم يعد هناك صعوبات تعترض طريق المرأة السعودية اليوم فالأبواب مشرعة لها من حيث القوانين والأنظمة والمسألة كلها تكمن في المفاهيم والثقافات المجتمعية فقط

*حققت نجاحا كبيرًا في فترة قياسية بالمقارنة مع كثيرات دخلن الإعلام قبلي ولم يحققن ما حققته في فترة قصيرة

*نتحمل مسؤولية تفشي الظواهر السلبية في مجتمعاتنا ولا أدري متى سيستيقظ الجميع ويدرك أن المرأة لها دور كبير في التطوير والنماء والتقدم على جميع المستويات في أي دولة
مها السراج4الشاعرة والإعلامية السعودية مها السراج نموذج للمرأة العربية المثالية قلبًا وقالبًا، جمعت في معالم شخصيتها بين القوة والأنوثة والثقافة العالية والجمال أحبها جمهورها وتعلق ببرامجها وبكتاباتها سواء الصحفية أو حتى الشعرية فهي شاعرة تعبر بالقلم عن دواخل المرأة السعودية تنسج خيوط المستقبل بين نساء سعوديات ثابرن من أجل النجاح والتميز ، وكن مثالا يحتدا به مرهفة الإحساس لمعت بعلمها وثقافتها واجتهادها وطموحها ، فكانت نموذجا مميزا في المجال الإعلامي وروحا محبوبة في المجال الاجتماعي، قلبها يحمل إنسانية لا حدود لها، وفكرها يحمل قيما راقية ، تنعشنا بحسها الشعري ، وتبهرنا بما تطرحه من قضايا هادفة .
ألتقايناها وكان لنا معها هذا الحوار الحصري لمجلة “الكبار” .. والذي تهل به لأول مرة على الصحافة المصرية ..

*نشأت في جدة وحصلت على بكالوريوس في الأدب الانجليزي، ثم توجهت نحو دراسة الإعلام ، فهل جاء الاختيار بالصدفة أم كانت لديك غاية محددة؟
**دخولي مجال الإعلام هو الذي حدث دون تخطيط مسبق ولكنه القدر يضع أمامك محطات لم تكن ضمن خطة حياتك لتجد نفسك متوقفا فيها , أما دراستي للماجستير في الإعلام فقد أتت بعد دخولي المجال بسنوات وجل غايتي من هذه الدراسة هو أن أدعم خبراتي بشكل منهجي وعلمي إضافة إلى أن صناعة الإعلام إنتقلت إلى عوالم التقنيات الحديثة وبالتالي أصبحت ملزمة بالإلمام بتقنيات الإعلام الحديث , وحاليا أحضر لرسالة الدكتوراة في أزمة الإعلام في الشرق الأوسط وأرجو من الله أن يوفقني فيها.
* ما أكثر الصعوبات التي واجهتكِ في طريقكِ كإعلامية سعودية ؟
دخولي للإعلام كان مواجهة أمام مفاهيم مجتمعية تستنكر عمل المرأة في الإعلام وتعتبره أمرا مسيئا لها ولعائلتها وكان هذا هو التحدي الأول وما تلاه من صعوبات لربما تركز كثيرًا في بدايات عملي , حيث أنني أدخل مجالا لم أكن قد مارسته من قبل , وبالتالي كان لزامًا علي أن أبذل مجهودًا أكبر في إستيعاب أسس العمل الإعلامي ولربما قدراتي اللغوية الجيدة وثقافتي ساهما كثيرًا في سرعة إكتسابي للمعرفة الإعلامية وممارستها بيسر , ففي النهاية الإعلام يعتمد كثيرًا على الإبداع اللغوي والمحصلة الثقافية , وما يتبقى هو الممارسة التي ينتج عنها الخبرات .
الصعوبة الأهم في مجال الإعلام وهي تحد يواجه كل من يمارس العمل الإعلامي وتتلخص هذه الصعوبة في أن مجال الإعلام يتسم بالتنافسية الشديدة وهذا يؤثر كثيرًا على الحالة النفسية والعصبية للاعلاميين فهناك دائما سباق نحو القمة أو لنقل نحو الإحترافية العالية وهنا يجدر بنا أن نذكر أن في وطننا العربي “الواسطة” والقرابة و”الشللية” تطغى على المؤهل والخبرة والاحترافية وهو أمر محزن للغاية.مها السراج1

* ما هي العملية التي على أساسها يتم طرح قضية وعرض وجهتي النظر بشكل متساوي وعادل ؟
**كل قضية تطرح تستلزم عدد من العناصر الأساسية كي يتم طرحها بموضوعية وشمولية وأهم عناصر الطرح هو نوع القضية المطروحة و الإعداد الجيد سواء من المعد أو من المحاور ولعل المحاور يتحمل العبيء الأكبر في طريقة الطرح والسيطرة على الحوار , وإرضاء أطراف الحوار فيما يخص منحهم الحق الكامل في إيضاح وجهات نظرهم إضافة إلى العنصر الأكثر أهمية وهو المشاهد والذي يتوقع من الحوار المطروح إشباعًا لحواسه ولفكره ومن وجهة نظري فإن إحترام الضيوف واحترام المشاهد ضرورة قصوى , ولا يأتي هذا الإحترام إن لم يكن المحاور صاحب فكر ولباقة وحرفية .

* ما هي آخر دواوينك الشعرية ؟
**أنهيت مجموعتي الثالثة ولعلي أجتهد لطرحه في العام 2016م ومازال ديوان: الوقت منتصف البرد هو آخر ما طرح لي حتى اليوم .
* ما هو طموحكِ الذي تسعين إلى تحقيقه ؟
**أطمح للكثير ولا يتوقف هذا الطموح أبدا .. أبرز تلك الطموحات هو أن تتاح لي الفرصة لأقوم بعمل برنامج ثقافي متميز لأصنع لنفسي بصمة في الإعلام المرئي , فأنا مازلت حتى اللحظة أشعر أنني لم أقدم كل ما لدي وفي الوقت نفسه أجد أن إعلامنا يركز على البرامج الترفيهية ويروج لها بشكل مبالغ فيه رغم أن مجتمعاتنا مازالت متعطشة للمعرفة وللتغيير الفكري .

* لماذا هذا التركيز الإعلامي الشديد بالمرأة السعودية ؟
**لم يعد هذا التركيز الإعلامي بالصخب الذي كان عليه منذ أكثر من خمس سنوات , فالتركيز انحسر كثيرًا وأما أسبابه فالقاريء الجيد للسياسة الغربية سيعرف بالتأكيد كيف يستخدم الغرب أدوات رخيصة لإحداث تأثير ما أو لنشر مفهوم محدد أو للترويج أو للضغط والأسباب كثيرة ونحن نعلم جيدًا كيف ينساق إعلامنا العربي كثيرًا خلف الإعلام الغربي.

* كيف استطعتِ كإعلامية و كامرأة صاحبة إحساس مرهف وشاعرة حساسة التعاطي مع القضايا الحساسة جداً في المجتمع مها السراج2السعودي ؟
**لا يحتاج الأمر أكثر من أن تجري بعض التغييرات في داخلك لأجل قضية هامة وقد عشت معاناة نفسية وأنا أتعرف على بعض القضايا المجتمعية وأطرحها للمشاهد بغرض تسليط الضوء وصنع التغيير . هناك أمور في الحياة تستفز فيك إنسانيتك لتنسى ما يعتمل في داخلك من مشاعر فالقضايا الحساسة تقتضي القوة والمبادرة لا التراجع ولا الأنانية.
* مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا أفاق جديدة ورائعة للتواصل كيف استفدتِ منها؟
**إستفدت منها كما استفاد منها الكثيرين فهي بوابة فتحت للعالم كي يتواصل ويتعارف فيه البشر من كل أنحاء العالم .. مواقع التواصل الإجتماعي طرحت إسمي بقوة وعرفت من خلالها شخصيات رائعة في مجالي الاعلام والأدب.
*لقد أصبح الهدف الأول للكثير من الصحفيين أو الإعلاميين هو الظهور الإعلامي فقط.. ما رأيك؟

**نعم صدقت إلى حد كبير في هذا , لا أدري ما هذه الحمى التي أصابت الجميع بلا استثناء , فمسألة الركض وراء الظهور والشهرة أصبح جل إهتمام من في الاعلام ومن هو خارج الاعلام , فالمدربين والمعلمين والأدباء وعارضات الأزياء ومن له مهنة ومن لا مهنة له أصبح إعلاميا بقدرة قادر , المشهد غريب جدا.

* ماذا عن شركة الإنتاج الإعلامي الخاصة بك ” معالم دولية ” ؟ و هل تتوقعين لنفسك النجاح كمنتجة؟
**انشأت هذه الشركة لغرض إنتاج برنامج ” عرفتي مها ” لتلفزيون “الآن” .. ولكنني بعد أن أنهيت البرنامج بموسميه وجدت نفسي ملزمة بأن أقوم بمهمات كثيرة لإنجاح هذه الشركة .. والمسألة ليست سهلة فأنا في مجتمع يغلب عليه التعامل الذكوري بشكل كبير .

* تمتلكين خبرة واسعة في المجالين السمعي البصري والصحافة المكتوبة فإيهما تفضلين ولماذا ؟
**أفضلها جميعا فالعمل الإعلامي هو مجالات مكملة لبعضها البعض وأنا أتعلق كثيرًا بالتلفزيون ومغرمة جدًا بالكتابة , فالابداع ليس له حدود ولا يتجزأ .
* مررت بعدة خبرات إعلامية من معدة برامج ومذيعة ، ثم منتجة فما آثر ذلك على شخصيتك؟مها السراج3
**كلها خبرات متراكمة تمنحني مزيدًا من الثقة ومزيدًا من روح المغامرة ومزيدًا من الطموح . أنا اليوم لست كما كنت قبل سبع سنوات على سبيل المثال .. لم أعد أنظر للأمور والأشخاص نظرة رومانسية وساذجة ولم أعد أعتمد على قلبي في الحكم على الناس لأن كثيرًا منهم يرتدون أقنعة متعددة.
* قدمت برنامج سعوديات في القمة الذي يحتفي بالنماذج الايجابية والمتميزة، برأيك ما الصعوبات التي تعترض طريق المرأة السعودية اليوم؟
**لم يعد هناك صعوبات , فالقوانين تعاملها مثلما تعامل الرجل ولديها مساحات من الحرية لتنجز طموحاتها .. الأبواب مشرعة لها من حيث القوانين والأنظمة والمسألة كلها تكمن في المفاهيم والثقافات المجتمعية فقط .. وفي هذه الحال تصبح القضية قضية أفراد وليست قضية عامة .
* هل ترين أن الجمال الخارجي شيء أساسا لنجاح المذيعة، وإلى أي حد يمكن أن يكون نعمة أو نقمة على صاحبه؟
**من منا من لا يجب الجمال , ولكن حين تظهر المذيعة على الشاشة تجذب بجمالها المشاهد للحظات فقط لا غير .. لأن المشاهد يبدأ بسماع صوتها ومتابعة فكرها ولباقتها وحركتها , إذن لا يمكن أن أعتمد فقط على جمال المذيعة لينجح برنامج ما .. المذيعة لا بد وأن تكون بمستوى فكري معين بحيث يتلائم مع فكر المشاهد أيا كانت ثقافته .
* ما الذي يمثله الشعر في حياتك، خصوصا وأن لك عدة دواوين شعرية، وأيضا أنت حريصة على حضور اللقاءات الشعرية ؟
**الشعر بالنسبة لي منطقتي الخاصة .. بل لحظات من الحلم أحتاجها في هذا العالم الصاخب , وحرصي على المشاركة في الأمسيات يبرره مقدار رغبتي في إكتساب خبرات أكبر والانفتاح على الثقافات الشعرية الأخرى.
*بين الشعر والصحافة والإعلام والوظائف التعليمية تجولت .. إلى أي مما ذكرت أنت أقرب؟
**المجال التعليمي أعتبره مرحلة وانتهت إلا أنه يمتد معي بخبراته التي اكتسبتها منه إلى عملي الاعلامي , فالاعلام امتداد للمعرفة والعلم وأنا أقترب كثيرًا من الاعلام فهو يمدني بطاقة إيجابية والنجاح فيه تحد كبير وأنا أهوى التحديات.
* ما هي أهم محطات النجاح في حياتك ؟
**أهمها نجاحي تلفزيونيا , فقد عرف عني أنني ظهرت فجأة وحققت نجاحا كبيرًا في فترة قياسية بالمقارنة مع كثيرات دخلن الإعلام قبلي ولم يحققن ما حققته في فترة قصيرة … كان هذا تحد ومازلت أبحث عن تحد جديد.
* في الفترة الأخيرة تركزت كثير من النقاشات والقضايا حول المرأة العربية بشكل عام، والمرأة السعودية بشكل خاص، كيف تنظر مها السراج للمرأة ، خاصة وأغلب كتاباتك عن المرأة؟
**المرأة العربية بشكل عام ترزح تحت ضغوط كثيرة … هناك نساء في المجتمعات الفقيرة يصارعن من أجل لقمة العيش ومن أجل أطفالهن وهناك نساء يعانين من التسلط الذكوري في الأسرة وفي العمل … وهناك نساء يتعرضن لعنف أسري , وهناك نسبة أمية كبيرة بين النساء في مناطق الأرياف تحديدًا والقضايا المتعلقة بالمرأة العربية ترتبط كثيرًا بالثقافة المجتمعية الموروثة أو بالأنظمة والقوانين , أنا أنظر لهذا المشهد بحزن وأسى وأتساءل أين هو دور الإعلام في صنع التغيير وإحداث التطور ..أجد جهات غربية إعلامية تحديدًا تهتم بقضايا المرأة العربية وقد شاركت بعدد من ورش العمل والمؤتمرات الخاصة بقضايا المرأة العربية .. السؤال هنا : لماذا نترك الغرب يبحث في سلبيات أنظمتنا ومفاهيمنا الموروثة ويطرحها ويسلط الضوء عليها بينما نحن في الوطن العربي لا يحرك إعلامنا أجهزته للبحث والإصلاح والتغيير.. برأيي أننا نتحمل مسؤولية تفشي الظواهر السلبية في مجتمعاتنا ولا أدري متى سيستيقظ الجميع ويدرك أن المرأة لها دور كبير في التطوير والنماء والتقدم على جميع المستويات في أي دولة .
* هل ترين حاليا أن الصحافة أنصفت المرأة بمتابعة قضاياها و نشر انجازاتها؟
**هذا السؤال إجابته تتبع السؤال السابق … لم يقم الاعلام بكل مجالاته بدوره في طرح قضايا المرأة بطريقة مدروسة وموجهة لتوعية المجتمعات العربية بدور المرأة وأهميته .
** مها السراج مثال للمرأة المبدعة.. ماذا تقولين لكل امرأة طموحة؟ وبماذا تنصحين المبتدئات في مجال الصحافة والإعلام؟
**لكل إعلامية تبدأ طرقها في مجال الإعلام أنصحها بأن تعتمد على علمها ومجهوداتها , وأن الطريق الطويل للوصول إلى قمة ما يتطلب الكثير من العلم والعمل وهو أقصر الطرق للنجاح والتميز .. أما الطريق المختصر فسيجعلها دمية لا أكثر .
*في الختام ما هي الكلمة الأخيرة التي تقوليها لقراء الصحف المصرية ؟
**لقراء الصحف المصرية سلام من قلبي إلى قلوبكم راجية من الله أن أكون قد حققت هدفا إنسانيا من خلال هذا الحوار فأنا أؤمن كثيرا بأن كل ما نكتبه ونفعله لا بد وأن نحقق من خلال غاية وهدف إنساني.

 

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.