مختارات
الرئيسية / منوعات / اللغة العبرية سلاح وليست تطبيع

اللغة العبرية سلاح وليست تطبيع

عبرى1

تحقيق : ايثار حمدى

     الترجمة العبرية هي الباب الرئيسي لمعرفة الجانب الرئيسي , فترجمة الأخبار والآداب وحتى الأفكار الإسرائيلية هي العامل الرئيسي لفهم وإتقاء شر الإسرائيليين ومكرهم , ويجب علينا أن نجري حوارات مع شخصيات إسرائيلية وترجمتها للعربية حتى يستطيع القارئ البسيط فهم مخططاتهم التي يسعون لتحقيقها داخل المجتمعات العربية .

طلاب العبرية دون المستوى ….

وأشار دكتور أحمد عبد اللطيف السيد أستاذ اللغة العبرية والترجمة بجامعة عين شمس إلى أن كل عام يتخرج أعداد ضخمة جداً من طلاب الأقسام العبرية على مستوى الجمهورية ولكن أغلبهم غير مؤهلين للعمل في الترجمة إما لأن تأهيلهم العلمي ضعيف أو في الأساس ليس لديهم إستعداد فيدخلون لدراسة العبرية من أجل النجاح في الإمتحان والحصول على شهادة عليا فقط غير مدركين أنهم عندما يحتكوا بسوق العمل سيجدوا أنفسهم خارج المنظومة العملية وبذلك يصبح خريجي اللغة العبرية دون المستوى المطلوب , ويأتي على عاتق الجامعات جزء كبير من هذه المسئولية فيجب عليها إنتقاء من يرغب في التعلم فقط ويجب على المعلمين أن يخلصوا في العطاء , ويجب على الدولة أن تهتم بالمتخرجين وتوفير فرص عمل ملائمة لتخصصاتهم وإتاحة المصادر التي تساعده على التعلم من مكتبات وإصدارات لجميع اللغات وليس العبرية فقط من أجل رفع الروح المعنوية للطلاب .

جنود اللغة العبرية …

ومن نعتمد عليهم في الترجمة العبرية الآن قليلين جدا خاصة وأن الترجمة الآن لم تعد مجرد مفردات فقط فالترجمة الإلكترونية توفي بالغرض إلى حد ما في ترجمة المفردات ولكن حرفية الترجمة وأداء المعنى كما ينبغي لن نستطيع الحصول عليه سوى من شخص متمكن ومتمرس في اللغة بدرجة عالية جدا خاصة وأن اللغة العبرية هي لغة العدو وبالتالي فإن المترجم ليس مترجم عادي ولكنه جندي في معركة مثل أي جندي يقف على الحدود وسلاحه ليس بندقية وإنما لغته فكما هناك حرب على جبهة القتال فهناك حرب على جبهة اللغة أيضا .

شعوب غير قارئة …

وفيما يخص الجنسيات الأخرى فإن ما ينشر باللغة العبرية ليس بالضرورة أن يكون مثل ما ينشر باللغات الأجنبية من داخل إسرائيل فهناك الكثير من الأخبار والمعلومات التي تنشر باللغة العبرية لا تتم ترجمتها للإنجليزية مثلا لأنها تعتبر أمن قومي فعندما تنشر بالعبرية فهو متأكد أن من يقرأها فقط من داخل إسرائيل لأن متقني اللغة العبرية قليلون جدا والقدرة على المتابعة اليومية مع تطورات الأحداث في إسرائيل لا يعلمها الجميع فالإسرائيلي مدرك تماما اننا شعوب غير قارئة والقراءة بالنسبة لنا في مرحلة متدنية ولن يستطيع أن يستوعب ما تنشره بالعبرية سوى القليلين جدا .

كتاب معوقات السلام …

وعلى سبيل المثال صدر منذ فترة كتاب في إسرائيل إسمه “معوقات السلام” شارك في كتابته 13 خبير إستراتيجي كل في مجاله من علماء نفس وإجتماع وخبراء قانون دولي وما إلى ذلك من أنماط المعرفة وقاموا بطرح كل المعوقات الرئيسية التي من الممكن أن تعرقل عملية السلام وإذا تم التغلب عليها يجوز أن يتوصلوا للسلام مع العرب , وقام دكتور أحمد بترجمة هذا الكتاب ونُشر باللغة العربية منذ حوالي 4 شهور وللأسف لم يقرأه أحد بالرغم من أنه تم توزيعه بواسطة دور نشر كبيرة جدا في القاهرة ودار نشر مشتركة مع أخرى في بيروت وكان هذا الكتاب موجه في الأساس لصانع القرار الذي لم يقرأه ولا المثقف العادي ولا حتى المتميز قرأوه وإسرائيل تدرك تماما إهمالنا للقراءة فمهما كتبت لا أحد يقرأ , وبالإضافة لوجود معوقات داخلنا نحن في تعلم العبرية إلا أن البعض الأخر يعتبرها نوع من أنواع التطبيع ولكن هذا ليس تطبيع ولكنه حرب وإلا محاربة جنودنا للجنود الإسرائيليين يعتبر أيضا تطبيع .

العبرية وإنتصار أكتوبر …

شارك دكتور أحمد في حرب أكتوبر 1973 مع إسرائيل فقد كان يعمل في إحدى غرف العمليات الرئيسية للقوات المسلحة والتي تتابع سير العمليات العسكرية عبر اللاسلكي وكان يقوم برصد كلامهم وترجمته وعرضه في الحال على القيادات, وكان يحصل على معلومات أحدث من تلك التي تأتي من أرض الواقع لأنها كانت خلف الخطوط وليست على الجبهة مثل المعلومات عن الإمدادات والتقارير التي تقدم للقادة الإسرائيليين , وبفضل معرفة بعض الأشخاص للغة العبرية والأدب العبري وتعاليم الديانة اليهودية أثناء حرب أكتوبر نبهوا القادة إلى ان اليهود لا يعملون أو يحاربون أثناء عيد الغفران فكان يوم العيد هو يوم الهزيمة , ولم يكن ليعلم هذه المعلومات سوى شخص متمرس في اللغة وعلى دراية تامة بعادات وطقوس المجتمع الإسرائيلي وهذا يدل على ان دراسة اللغة العبرية ترتبط بدراسة الأدب والدين اليهودي لكي يكون الدارس مُلم بالهوية اليهودية ومدرك تماما من هي إسرائيل أدبيا ودينيا ومجتمعيا ولغويا .

وفي النهاية يناشد دكتور أحمد الشعب المصري والشعوب العربية بمزيد من الإهتمام باللغة العبرية ليس فقط لكونها لغة معجمية ولكن كلغة في وعائها الثقافي والحث على عدم إعتبارها نوع من أنواع التطبيع .

العبرية قديما وحديثا …

أما عن رأي دكتور محمد أبو غدير رئيس قسم اللغة العبرية بجامعة الأزهر سابقا فهو يرى أنه عند بداية تدريس اللغة العبرية الحديثة في مصر عام 1954 كانت تدرس في جامعتي عين شمس والقاهرة فقط وكان عدد الدارسين محدود جدا ولكن المستوى العلمي للطلاب كان مرتفع للغاية وكانوا يتقنون اللغة عن ظهر قلب على العكس تماما من الوقت الحالي فقد زادت أعداد الطلاب وأعداد أقسام اللغة العبرية على مستوى الجمهورية إلى 14 قسم وقلت الكفاءة إلى أدنى مستوياتها وأصبح الإهتمام بالكم على حساب الكيف , فالعبرية يدرسها الآلاف ولكن كم شخص يتقنها ويستطيع أن يعمل بها فقليلين من يتقنوها .

كان لمتقني العبرية في مصر دور كبير أثناء حرب أكتوبر فكانوا يستطيعون فهم ما يقوله الضباط الإسرائيليين لقاداتهم وأحبطوا العديد من مخططاتهم , ولكن المنظومة التعليمية قد إختلت خلال الأربعين عام الماضية طبقا لسياسة الدولة , ويجب على الجامعات أن تقبل فقط بالمهارات الفعلية وأعلى الدرجات .

أعداد الطلاب هائلة ولا أساتذة …

ويرى أستاذ أحمد على أستاذ اللغة العبرية أن العبرية مهملة جدا في مصر فأعداد الطلاب كثير جدا في الجامعات المصرية على مستوى الجمهورية وفي المقابل أعداد أساتذة العبرية قليل جدا مقارنة بأعداد الطلاب , فعلى سبيل المثال فإن جامعة جنوب الوادي وبعض جامعات الأقاليم البعيدةعن القاهرة ضعيفة في تدريس العبرية فالأساتذه عددهم قليل وحتى أنهم لا يذهبون لحضور المحاضرات وبالتالي يتخرج الطالب من قسم اللغة العبرية وهو لا يفقه شيئ عن اللغة العبرية .

ويرى أستاذ أحمد أن للجامعات دور كبير في إهمال اللغة فأغلب الجامعات تقدم مواد ليس لها أهمية كبيرة لتتم دراستها بجانب العبرية ومن باب أولى أن يتم تركيز أكثر الوقت وتكريسه لإتقان اللغة .

وأشار أستاذ أحمد إلى أن إسقاط العديد من الطائرات الإسرائيلية أثناء حرب أكتوبر إعتمد على متقني اللغة العبرية الذين ينصتون لأجهزة الإرسال الإسرائيلية وتحديد أماكنهم وإطلاق النيران عليهم .

 

 

 

 

 

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.