مختارات
الرئيسية / ستديو الكبار / طوني نبيه مخرج “بنت من دار السلام” : سأقدم في كل أفلامي وصلات رقص وغناء !

طوني نبيه مخرج “بنت من دار السلام” : سأقدم في كل أفلامي وصلات رقص وغناء !

حوار :  هالة حافظالمخرج طونى نبيل1

أكد المخرج طوني نبيه أن برومو  فيلم “بنت من دار السلام”  لم يعبر عن مضمون العمل، وإنما هو وسيلة دعائية، مستنكرا كل الإنتقادات الموجهه للفيلم، مطالبا الجميع أن يحاسبونه بعد مشاهده الفيلم، والرسالة التي يحملها، معتبرا وجود راقصة ضمن أحداث أي عمل سينمائي ليس أمرا معيبا، مادام يخدم السياق الدرامي، مؤكدا كل أعماله السينمائية ستضمن وصلات رقص، فهو لا يتخيل تقديم عمل على مدار ساعتين دون غناء او رقص ، ألتقاه موقع الكبار، وكان لنا معه هذا الحوار .. فإلى تفاصيله

* كيف ترى الجدل الذي أثاره فيلم “بنت من دار السلام” فور إعلان برومو العمل؟

** أري أن سبب كل هذه الجدل، أن الناس كونت إنطباعاتها عن الفيلم عندما شاهدت برومو العمل، والذي يعتبر وسيله دعائية، وليس شرطا أن يبين المحتوى الحقيقي للفيلم، ودائما البرومو يعلن عن وجود المنتج، وهذا الإعلان الدعائي لم يُفرغ كل محتويات المنتج خلال تلك الدقائق المعدوده، وانا لدي قناعه أن الجمهور لم يتذكر إعلانات فيلم “هي فوضي” أو “678” أو “حين ميسرة”، ولكنهم يتذكرون جيدا الفيلم ومضمونه، وبقي الفيلم في ذاكرتنا، وظل الفيلم يتحدث عن نفسه، هذا من جانب، ومن اخر فكرة الفيلم غير منتشرة وغير تقليدية تسببت في إحداث جدلا من نوع أخر.

* فضلا عن أن المجتمع المصري لم يتقبل هذا النوع من القضايا؟

** ليس الأمر يتوقف على أن المجتمع لم يتقبلها، لأنه أصبح يتقبل أي شيء وكل شيء، فالشعب المصري من الشعوب العبقرية، ولا أحد يملي عليه أفكاره أو يحدد له خريطة يسير عليها، الشعب دائما لديه حلول لمختلف الأمور، ولكن في نفس الوقت لديه نسق قيمي، وهو أهم من الرقابة نفسها.

* الفيلم يتناول قضية مختلفة وجديدة ويحمل بداخله رساله .. إذن ما أهمية وجود راقصة .. ألم ترى أنها تشوه الفيلم وتؤثر على فكرته  تأثيراً سلبياً؟

** شاكيرا لم تكن راقصة ، بل هي ممثله ومطربه وقدمت وصله إستعراضيه، فهي تؤدي دوراً مهماً داخل أحداث الفيلم، علاوة على أن كلمات الاغنية هي لسان حال الفيلم، لأن بطل الفيلم لديه مشكله حيث يظهر أمام الناس أنه رجل قوي ولديه قيم وأخلاق، ولكنه في الواقع هو شخصية “ماسوشية” اي إيذاء النفس والإستمتاع بذلك، حيث إنه يبحث عن أي أمرأه تعذبه، ويتلذذ بتعذيبها له، فالكلام له علاقة بدراما الموضوع فالأغنية تقول “سي السيد على ايه بلا نيله ….”.

* هل سبب إعتمادك عليها هو الإقبال الجماهيري على هذا اللون الشعبي؟

** هذا غير صحيح، لأن شاكيرا مثلما أوضحت سابقا إنها ممثله وليست راقصة، وأمر أخر أن الشعب المصري بطبيعته يُحب الإستعراض، والشيء الأهم أن لو هذا هو الأساس، فالجمهور شاهد كليب الأغنية في التليفزيون، وعلى مواقع اليوتيوب، فمن غير المنطقي أن يدخل السينما ويدفع خمسين جنيه من أجل منتج شاهده مرارا وتكرارا، وأتقبل وجهه نظرك فى حالة وحيده أن يكون الفيلم يتضمن وصلات رقص فقط، لكن شاكيرا هي جزء من دراما الموضوع، وتصنيفها فى الفيلم ممثلة وليس راقصة، لذا رفضنا أن ترتدي بدله رقص، فانا لا يوجد لدي راقصات في الفيلم.

* ظاهره الراقصات ليس بالجديدة على السينما المصرية .. وبرغم من ذلك في هذه الفترة تحديدا تتعرض لإنتقاد شرس .. لماذا؟

** الإنسان بطبيعته يُحب الرقص، أول شيء سمعه الطفل هو نبض قلب أمه، هو إيقاع، وكل الناس الذي تنتقد الرقص، هم أول من يشاهدونه، فانا لا أريد أن أتحدث عن حالة الإزدواجية لدينا، وأحب أن أشير أن البنت المصرية من أفضل فتيات العالم تجيد الرقص الشرقي، وحالتها فى الرقص مختلفة، فبرغم أن الرقص ليس له جنسية إلا أن الراقصة المصرية ترقص بحالة من الجمال والدلال والانوثة والروح وكل ذلك لم يتوافر فى اى راقصة من اي بلد أخر.

* هل هذه المبررات سببا فى أستحواذ الراقصات على موسم افلام الصيف؟

** هذا الكلام غير منطقي، ما هي الأفلام التي تشارك فيها راقصات؟.

* صافينار، شاكيرا حتى لو كانت ممثلة ولكنها قدمت وصله رقص، الراقصة برديس، هيفاء وهبي، وكاريمان التونسية .. وغيرهن؟

** بالنسبة لشاكيرا ما المانع أنها تقدم وصله رقص، فالسندريلا سعاد حسني كانت ترقص فى افلامها، ومرفت أمين، ونبيلة عبيد، وأتذكر كلمة يوسف شاهين ” أن من المهم جدا أن تكون الممثلة تجيد الرقص”، وليس معني ذلك أن كل الممثلات يرقصون، فأنا لا اتصور أن أقدم فيلم على مدار ساعتين لا يحتوى على وصله رقص.

* معني ذلك أن كل أفلامك ستحتوي على وصلات رقص؟

** نعم .. كل أفلامي سيكون فيها وصلات رقص، كيف لا يوجد فى احداث فيلم رقص او غناء، فلكم الحق في محاسبتي لو هناك مشهد مخل بالآداب، أو حتى قبله، أما الرقص فهو استعراض، ومادام الرقص بالنسبة للكثيرين خطأ، فعلى غراره السينما والموسيقي أيضا خطأ، وانا لا أفضل صيغة المبني للمجهول، فالناس التي تعترض أحبذ مقابلتها حتى أرد علي إنتقاداتهم.

* لا أتحدث باسم الجمهور ولكن بلسان حال النقاد الذي أخذ أراءهم ونقدهم الفني للأفلام .. بالنسبة لشاكيرا فهي متهمه بإثاره الغرائز والإسفاف وإيحاءاتها الجنسية؟

** لو هذا الكلام حقيقي، لدينا جهاز رقابة على المصنفات الفنية، ولو رأى أن هناك لفظ خارج يحذفها، ولكنه سمح به لأنه شاهد الفيلم كله، فنحن نأخذ مقطع من جملة، مثل “لا تقربوا الصلاة”، ولم تُكمل الجملة التي تحدد المعني كاملا، وهذا ينطبق على الفيلم، فحينما نشاهد الفيلم سنتأكد أن الفيلم لا ينفع بدون هذه الأغنية، لذا سأقول :” أنتظروا الفيلم ثم حاسبوني عليه”، لذا كنت أرفض أجراء أحاديث لأنى أنتظر عرض الفيلم، وبالمناسبة هناك جملة سيقولها البطل فى الفيلم بعد عرض الأغنية “الإحتشام” وينتقد ملابسها، وهذا معناه أن كل لقطة ومشهد موظف في السياق الدرامي للعمل.

* من الممكن أن يوجه إليك إتهام بالتناقض لأنك قدمت شخصيتين متناقضتين شاكيرا الإستعراضية وراندا البحيري المحجبة المحتشمة؟

** لا يمكن أن ننكر أن الحجاب أصبح جزء من ثقافة المجتمع المصري، وبدأت حالة من حالات التنويع في لبس الحجاب، وعن راندا البحيري ليست فى الفيلم محجبة فحسب ولكنها أيضا ترقص، وأى محجبة وسط أصحابها ستسمع أغنية “سي السيد” وسترقص عليها وسط أصحابها، وفي النهاية شاكيرا لديها مشكلة مع الشخص المرتبطة به، وكذلك راندا، فالرجل غير قادر على استيعاب الأنثي المصرية، ومتطلباتها وإحتياجاتها وإحترامه لها كإنسانه، لذا في أحد اللقطات تقول جملة مهمة لزوجها : “لو كل راجل يقول لمراته هو عايز ايه، المسألة هتبقي اسهل بكتير”.

* صرحت أن الفيلم سيناقش مشاكل إجتماعية وسياسية .. هل سيكون هناك إسقاط على الواقع السياسي الذي نعيشه هذه الأيام؟

** لا يوجد فيلم دون سياسة، و”بنت من دار السلام” يعنى بنت من مصر، والبطلة قالت في بداية الفيلم : ” احنا في دار السلام بيوتنا ملزقه في بعض، وكأننا علب سرادين نتقدم سلطات على موائد الأكابر، بخاف لبيت من بيوت دار السلام يحصل فيه حريقه، وعربية المطافي مش هتعرف تطفي، البيوت والناس هتتشوي، ويدوب لحمنا مع لحم البيوت”، وهذه هي مصر، فلا يوجد نظام ولا مسئول إلا ويتاجر بمشاكل شعبه، وقضايا العشوائيات، ولا يحلها، وهذا ينطبق على النظام الحالي، والسابق، والأسبق، والفيلم يطرح قضية سياسية، ويرصد معاناه الشعب المصري الذي تحمل كثيرا.

* الموضوعات الإجتماعية والسياسية التي يناقشها “بنت من دار السلام” طُرحت من قبل في أكثر من عمل فني .. ما الجديد الذي يقدمه الفيلم؟

** أنا لا أميز فيلمي عن باقي الأفلام، انا سأطرح فيلم مختلف، وأتحدث عن قضية نفسية وهي الشخصية “الماسوشية”، الذي تتلذذه بتعذيب الجنس الأخر لها، وركزت على نقطة فى غاية الأهمية، ان سعادة أي فتاه ليس في العيش في كنف رجل يكبرها فى السن، فالفنان صبري عبد المنعم فى الفيلم مات كمدا على أبنته لأنه غير قادر على حمايتها، والبنت نفسها تشتهي الرجوع إلى منطقتها فى دار السلام، وتتمنى أن تكون فى كابوس تصحي منه على حياه أخري، الفيلم يقول ثروة شباب الرجل أهم من ثروة جيبوبه.

* من أجل إنتاجك هذا الفيلم بعت أملاكك؟

** هذا حقيقي .. لأنى مؤمن بقضية، ولو كنت أستطيع أن أفعل أكثر من ذلك لفعلت، وأنا لا أريد أن أجامل أنظمة على حساب الشعب،  وأرفض اي نظام يتاجر بقضايا الشباب والشعب، ويتجاهل مشاكلهم، لأنهم المستقبل، فالشعب باقي والأنظمة راحلة، ومن يريد ان يحكم مصر لابد أن يعلم ان قوة مصر فى قوة شبابها.

* ألم تعتبر أن إنتاجك فى هذه الفترة مخاطره فى وقت تعاني فيه السينما من حالة ركود؟

** سأجيب بعبارة تلخص كل شيء “شط الخطر وحده هو شط النجاة”، انا مؤمن بهذه القضية، ولديه قضايا اخرى مهتم بها.

* في أول تجربة سينمائية طويلة اعتمدت على شباب .. لماذا؟

** لأنى مؤمن أن هناك فنانين موهوبين ولكن لم يجدوا فرصة، وأنا قدمتها لهم ، وبإختيارتي لهم سأضعهم على أول الطريق، وهم أدوا أدوارهم فى الفيلم بشكل مميز.

* هل السينما التي تعتمد على الشباب هي المستقبل؟

** احترامنا للشباب يجعلنا نقف على أرض صلبه، لو النقابات  وأنظمة الحكم والمسئولين احترمت الشباب بالتأكيد أشياء كثير ستتغير.

* كتبت على الفيس بوك أنك أستمتعت بالتعامل مع راندا البحيري .. حدثنا عن متعة التعامل معها؟

** شخصية أكثر من رائعه، ملتزمة في البروفات والتحضير، لا تقل “لا” مهما اُرهقت في الشغل والتصوير، من المواقف التي حدثت أثناء التصوير في العين السخنة في أخر يوم ، على مدار أربعه ساعات متواصله في طقس شديد البروده كانت تصور مشهد وفاتها فى الفيلم، وبعد الإنتهاء منه، طلبت من مساعدي الإخراج أن تأتي راندا إلى “حمام السباحة” لإستكمال المشاهد، وبالفعل قطعت مسافة 300 متر سيرا على الأقدام، وقالت لي “أنها جاهزة”، انا كمخرج ماذا احتاج أكثر من ذلك، علاوة على انها  لا تتدخل إلا فى دورها فقط، وهناك موقف اخر يدل على حرصها على العمل وإجتهادها، حيث كانت تصور مسلسل فى بيروت، وعندما أوضحت لها ان متبقي يومين للتصوير، أخذت أجازة أربع أيام، وقالت لي انها لا تريد أن تعطل شغلي، وعادت مرة أخرى لمواصله مسلسلها، لذا أنا استمتعت بالتعاون معاها.

 * حدثنا عن مشاركة دكتور سيد خطاب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية السابق فى فيلم “بنت من دار السلام”؟

** هو أستاذي، وتربطني به علاقة إنسانية وفنية، قبل أن يكون مسئول فى الرقابة، وأتحدنا فنيا كثيرا، وكان متابع أخباري، سواء كنت مساعد إخراج أو فى الأفلام القصيرة التي كنت أقدمها وأشارك بها فى المهرجانات مختلفة، وقال لي أن أول فيلم طويل ستقدمه سأمثل معك فيه.

* وماذا عن الدور الذي قام به؟

** كنت حائر في الدور الذي اسنده إليه، لذا عرضت عليه الموضوع كله، ووجدنا أن أفضل دور يناسبه هو مسئول المزاد، وكان أداءه عبقري، حيث أن الفيلم يبدأ بمزاد، والزبائن كل همهم شراء الخردة وقطع الحديد، وعندما عرض “كمنجة” للبيع، الجميع تجاهلوا الفن بتجاهلها، برغم أنها عمرها 150 عاما، ويأتي رجل ويشتريها، حيث بين أن هناك أشياء قد تبدو مهملة، ولكن سيأتي حتما من يقدرها، وسيُخرج الأشياء الجميلة منها.

* تتلمذت على يد يوسف شاهين .. ماذا تعلمت منه؟

** يوسف شاهين علمنا كيف نختار الممثل، حيث أن هناك أربعه معايير نختار على أساسها الفنان وهم  الشكل، والموهبة، والسن، والإلتزام، وتعلمت من خالد يوسف فن إدارة اللوكيشن، فهذا الموضوع في منتهى الصعوبة، هناك أعمال يحدث فيها فوضى، ويتجمع في التصوير أكثر من 700 شخص، فالمخرج الشاطر هو قائد متميز ومتمكن، فالمخرج إذا لم يمتلك مفردات فن إدارة موقع التصوير سيؤثر على أجواء التصوير، هذا بالإضافة إلى عملية توجية الممثل، فخالد يوسف يحب الفنان، ويجيد فن التعامل معه.

* خالد يوسف تلميذ مطيع لأستاذه يوسف شاهين؟

** مبدع، ده بالإضافة أنه موهبة مختلفة، وإمكانيات خالد يوسف تجعله يتفوق في اي عمل يمتهنه، لأنه كاريزما، سواء أشتغل في التدريس أو الصحافة أو في السياسة، فهو إنسان رائع وتشرفت بكوني مساعد له، لدرجة أننى اتمنى إنه يكون وزير للثقافة.

* وماذا عن اعمالك القادمة؟

** سأقدم فيلم “وش السعد” إخراجا وتأليفا، وسأرشك فى إخراج فيلم “جناب السفير”، وفيلم “فرط الرمان”، وستشاركني الفنانه الجميلة راندا البحيري، ولم أخوض أى تجربة إنتاجية أخرى حتى أقيم تجربة “بنت من دار السلام”.

 

                                

 

 

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.