مجلة الكبار فقط يقرؤها الكبار إقتصادية , فنية , رياضية
حــوار : هــاله حــافظ
* نفذت وصية “محمد” وشربت موهبته وأخذت بساطته فى تنفيذ تصاميمه
* لا أنتمي لمدرسه بعينها وأتعرف على تصاميم المدارس العربية والغربية، وأصنع لنفسي اتجاه مستقل بذاته وتصاميمي لا تخلو من فكرة
* سيرين عبد النور وأنتصار خاذلاني والفنانات لا يبذلن مجهود ولا ينفقن على أناقتهن
* الفنانات المصريات يفتقدن إلى الأناقة ولا يوجد أي فنانة ترتقي بذوقها وأناقتها إلى مستوى نجوم الزمن الجميل
* حاولت أكثر من مرة أقامة حفلًا فى الأوبرا، ولكن كانوا يطلبون مبالغ فلكية
* الأتراك يحققون المليارات من الأزياء وتصاميمهم تتمتع بالأناقة والشياكة
دائما ما تتابع خطوط الموضة لكنها تختص منها الذوق الراقي المتميز لتقوم بدمج أفضل ما وصلت إليه الموضة بأسلوب خاص يميزها عن غيرها، لذلك لم يكن غريبا أن تقصدها العديد من النساء لتكون دليلهن إلى أرقى واحدث التصميمات التي لا تخلو من فكرة تغلف إطلالتها بحرفية فنان .
هي مصممة الأزياء المتميزة ماجدة داغر , ألتقتها مجلة “الكبار” لمشاركتها ذكرى وفاة شقيقها مصمم الأزياء والفنان محمد داغر فتحدثت عن وصيته، وعن المشوار الكبير الذي استكملته من بعده، وعن البرناج الذي تسعى إلى تقديمه خلال الفترة القادمة .. وغيرها من التفاصيل التي نتعرف إليها عبر السطور التالية ..
* تمر في هذا الشهر الذكري الثالثة لشقيقك المصمم محمد داغر .. كيف ستُحي ذكراه؟
** أكيد سأحيها على طريقتي، وسأقوم بزيارة قبره، وجمعية الأورمان كما كان يفعل قبل وفاته.
* هذا على الجانب الإنساني .. ماذا على الجانب المهني؟
** حاولت أكثر من مرة أن أقيم حفلًا فى الأوبرا، ولكن كانوا يطلبون مبالغ فلكية من أجل ذلك، وفى هذا التوقيت الصعب، والحالة الإقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد، صَعبت عليّ تغطية هذه التكاليف العالية، علاوة على الإجراءات الروتينية، والتصاريح، وغيرها من المعوقات التي تحول دون تنفيذ أي شيء، وعلى جانب أخر هناك صعوبة بالغة فى إقامة اتيليه في الأماكن السياحية مثل الأقصر وأسوان والقلعة والهرم وغيرها من المناطق لنفس الأسباب، برغم أن كل هذا سيُساهم فى تنشيط السياحة وجذب السائحين، لأنها نوع من الدعايا لأثار مصر مثله مثل الدعايا الكبيرة التي حققها فيلم ” غرام فى الكرنك”.
* هل فعلا أستمرارك في عالم الأزياء ليس إرضاءّا لطموحك , ولكن وفاءًا لشقيقك الراحل؟
** حدث موقف أثر في كثيرًا، قبل وفاته قالى لي ” فيرساتشي مات وأخته أكملت المشوار وأوعي تقفلي”، وقال لي ” أنتى ليس في حاجة لي”، مررت بوقت في غاية فى الصعوبة بمفردي، بعد أفتقاد أغلى شخص بالنسبة لي، كل ما عايشته كان فوق أحتمال أي بشر، وبرغم المعوقات التي مررت بها، إلا أننى بعزيمة وإصرار وبتشجيع من الأصدقاء أستطعت أن أقف على قدمي مجددا.
* من أكثر الفنانات اللأتي قدمن لكي الدعم النفسي والمعنوي؟
** الحمدلله .. هناك فنانات كثيرات مازلت أتعاون معهن، وظل التواصل بيننا قائم، مثل الفنانة جنات، وسوسن بدر، ومي عزالدين، ورانيا يوسف، ومادلين طبر.
* ومن خاذلكِ؟
** أنا مستغربة جدًا من موقف انتصار وسيرين عبد النور , لم يرفعا سماعة التليفون لتقديم واجب العزاء، ولكن وقت الشدة يكشف لنا معادن الناس، ولكن لا أنكر وجود أصدقاء أوفياء كانوا بجانبي.
* ما هي أهم الصفات التي غرزها “محمد” في شخصيتك المهنية؟
** أنا شربت موهبته، فوجودنا معًا ساعدني كثيرًا فى تعلم تكنيك العمل، ونقل الأفكار إلى الأقمشة، فمن السهل أن أرسم على الورق، ولكن صعب تجسيد أفكار التصميم في الواقع، ويخرج بمستوى عال من الجودة والأناقة.
* ولكن ستظل لكِ شخصية مستقلة .. ما ملامح تميزها؟
** البساطة في الفكر والتنفيذ، فتصاميمي لا تخلو من فكرة، سواء فى تصميم القصات، وتوزيع التطريزات والإكسسوارات، فكل هذا فى حاجة إلى فكر يوظفها التوظيف السليم، حتى تبدو المرأة فى أبهى صورها.
* دائما يقال أن فكر الرجل أثر عمقا في تصاميم أزياء المرأة .. لأنه الأقدر على إبراز أنوثتها وملامح جمالها؟
** لا أختلف معكِ، وبدليل محمد داغر، تصاميمه عبقرية، ولم يأت أحد حتى الأن بنفس فكر داغر كمصمم أزياء، ولكن الفيصل فى هذا الأمر الموهبة، ولكن المتعارف عليه فى مصر أن الرجل فى كل المجالات هو الأفضل، وأنا ضد هذا، لأن هناك شخص موهوب وأخر لا، وكل فرد يتمتع بمهارات تتفاوت درجاتها من شخص لأخر.
* هناك مقوله تقال دائما ” أنوثة وأناقة المرأة لا تُرى إلا بعين الرجل” .. ما تعليقك؟
** العكس هو الصحيح، أنوثة المرأة لا تُرى إلا بعينها، لأنها تعرف جيدًا مكمن أنوثتها، وتشتغل عليه، أكثر من الرجل نفسه، لأنها تتعامل مع شيء ملكها، لذا فهى قادرة على اكتشافه، ولكن المسألة نسبية وتختلف من شخص لأخر.
* ما هي أكثر المدارس العربية والغربية التي تأثرتِ بها فى تصاميمك؟
** أنا لا أنتمي لمدرسه بعينها، ولكن أتعرف على تصاميم المدارس العربية والغربية، وأصنع لنفسي اتجاه مستقل بذاته، يخضع لمعايير خاصة، وفكر خاص يحمل توقيعي وخبراتي.
* صرحتى سابقًا أنكِ تتمنى أن تكونِ سفيرة مصر للأزياء فى تركيا .. لماذا؟
** قلت هذا فى وقت شعرت بالغيرة على مصر من تركيا، لأن دخلهم المادي من الأزياء فقط يقدر بالمليارات، وكنت أتمنى أن تحذو مصر حذوها، لأننا لدينا المواهب والإمكانيات، وأتذكر موقف مع شقيقي “محمد” عندما ذهبنا إلى أمريكا وكل المصممين ذهبوا على نفقة بلادهم إلا أنا و”محمد” سافرنا على نفقتنا الخاصة، وبرغم ذلك حصلنا على المركز الأول متفوقين على 37 مصمم من أوربا وأمريكا.
* ما أهم ما يميز الأزياء التركية؟
** أفكارهم، فهم قادرون على تحقيق المليارات من أفكار تصاميمهم، واستقطبت دول الخليج وأوربا لشراء الأقمشة والسواريهات وكل شيء، فضلا على الأناقة والشياكة التى تتمتع بها تصاميمهم.
* هناك أسماء عديدة على الساحة .. من ينافسك؟
** جميعنا نتنافس، وأتمنى أن أجد المزيد من الأسماء، حتى تشتعل المنافسة، التي بدورها تعمل على التنوع والإبداع والإبتكار، وأنا أشجع عليها , لأنها ستصب في مصلحة مصر، لأننا بلد الموضة والجمال.
* حدثينا عن ملامح الموضة لأحدث كوليكشن لكِ؟
** بالنسبة للألون فالأسود في المقدمة، والذهبيات، والألوان الهادئة، والمشجرة، أما عن القصات، فهناك أنواع لا تختفي ملامحها أبدًا، ولكن نسعى لتجديدها بإستمرار، مثل قصة “المرمية”.
* وكيف تستوحين قصات أحدث تصاميمك؟
** من خلال إطلاعي على أحدث خطوط الموضة العالمية والعربية، وأخذ منها ما يتناسب مع طبيعتنا الشرقية، مع التجديد وإضفاء لمساتي الخاصة.
* يقال أن الألوان تلعب دورًا كبيرًا فى إخفاء عيوب الجسم .. ما تعليقك؟
** ليس اللون , بل القصات، تلعب دورًا كبيرا فى إخفاء “الديفوهات” لأن من وظيفة المصمم أن تساهم تصاميمه في إخفاءها، ويكون قادرًا على صنع الموديل المناسب لقسمات جسمك، وشخصيتك.
* ولكن اللون الأبيض لأنه فاتح يبرز كل عيوب الجسم؟
** إطلاقًا .. هذا الكلام غير صحيح، والدليل أن كل عروس لا ترتدي سوى اللون الأبيض و”الأوف وايت” في ليلة عرسها وكلهما فاتح، ولكن مهما كانت العروس تعاني من السمنة إلا أنه تبدو أنيقة ورشقية، لأن قصات فساتين الزفاف تحرص على إخفاءها ببراعة.
* هل الفنانات المصريات يفتقدن إلى الأناقة ؟
** أتفق معكِ .. فالفنانة المصرية لا تبذل مجهود فى أناقتها، فهن يريدن كل شيء من غير أى تكلفة أو مجهود، لأبد أن تنفق الفنانة على اناقتها، يخشون أن يذهبوا لمصمم أزياء حتى لا يدفعون، ألم يروا صباح وشيريهان وهند رستم وشادية وفاتن حمامة، لابد أن يعلموا أن نصف النجومية أناقة و”شياكة”، ولابد أن تعرف الفنانة جيدًا أنها قدوة لأي امرأة فى المجتمع.
* ما هي أكثر الفنانات التي تهتم بأناقتها؟
** لا يوجد أي فنانة على الساحة ترتقي بذوقها وأناقتها إلى مستوى نجوم الزمن الجميل، فكانت شريهان “توله الناس” بأنوثتها وشياكتها ووقارها، فكان لديها رقي فى أختيارتها.
* ولكن أيضا الفنانون لهم رأي أخر .. أنه لا يوجد بمصر مصممين أزياء أو خبراء تجميل يرتقون إلى مستوى المدارس الغربية والعربية الأخرى؟
** لدينا كل شيء، المواهب، والأفكار، والإبداع، ولكن نفتقر إلى الأمكانيات.
* من أبرز الفنانات التي تعاملتِ معهن؟
** جنات، ومادلين طبر، ورانيا يوسف، ومي عز الدين، علاوة على مشاركتي فى أعمال فنية، مثل مسلسل “خطوط حمراء”، ومسلسل “العراف”، وسأشارك فى مسلسل “كيد الحموات”، وسأقوم بتصميم الأزياء الخاصة بالعمل لنجومه مثل ماجده ذكي، وهاله صدقي، وسوسن بدر.
* ما عيوب المرأة المصرية الشكلية والثقافية؟
** المرأة المصرية فى حاجة إلى تثقيف ذاتها، ولكن أعتقد أن الوضع هذه الأيام اختلف كثيرًا، وكل امرأه تسعى إلى الجمال، والدليل على ذلك أنتشار أطباء التجميل.
* هل تنوين على تقديم برنامج خاص بالموضة؟
** بالفعل .. الفكرة قيد التنفيذ.
* ما أهم ملامحها .. وما أوجه الإختلاف بينها وبين البرامج المنتشرة على الفضائيات هذه الأيام؟
** فكرة البرنامج تعتمد على ثقافة المرأة بشكل كبير، ساتناول موضوع الأزياء بشكل أعمق، الفكرة لم تقتصر عن إستضافة مصمم أزياء وعرض أحدث مجموعاته، بل البرنامج ستخرج منه المرأة بمعلومة، عن أفكار المصممين العالمين، طريقة التطريز، كل ما تريد معرفته المرأة عن جمالها وأناقتها ستجده من خلال البرنامج.
