مختارات
الرئيسية / اقتصاد / إطلاق حملة تعريفية عن منطقة مدينة ماضي الاثرية بالفيوم بالتعاون مع برنامج مبادلة الديون المصرية الإيطالية

إطلاق حملة تعريفية عن منطقة مدينة ماضي الاثرية بالفيوم بالتعاون مع برنامج مبادلة الديون المصرية الإيطالية

كتب : أحمد السيد الشرقاوي

تعتبر مدينة ماضي من المواقع التاريخية الزاخرة بالجمال ، حيث يعود تاريخها الى 4000 عام ،  آى الى اواخر عصر الدولة الوسطى (النصف الاول من الالفية الثانية لما قبل التاريخ) مع  تأسيس قرية دجا كجزء من مشروع استصلاح كبير “لمنطقة البحيرة” (و التي تدعى الان “الفيوم” ) و هي تبعد 100 كيلومتر عن القاهرة .

و لما كانت مدينة ماضي (مدينة الماضي) تحتوي على أكبر عدد من المعالم الاثرية في واحة الفيوم ، يتشرف المجلس الاعلى للأثار  و ISSEMM: مشروع المراجعة الموضوعية (الدعم المؤسسي للمجلس الأعلى للأثار / ادارة و صيانة و تشغيل منطقة مدينة ماضي الأثرية )  و البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP بإطلاق حملة تعريفية حول مدينة ماضي. حيث تهدف الحملة في المقام الأول إلى عرض و ترويج و زيادة عدد السياح المصريين و الأجانب بجانب طلبة المدارس و الجامعات للوصول بعدد زوار هذه المحمية الأثرية الهامة إلى عشرة ألاف زائر في السنة.  كما أن لهذه الحملة أهمية كبيرة على الجانب المجتمعي  كذلك، خاصة بعد الأحداث الاجتماعية و السياسية الأخيرة ، لما تحتوي عليه الحملة من رسالة تهدف في الأصل إلى تعزيز و حماية و نشر المعرفة بالتراث المصري العريق و ما يتميز به من خصوصية . و تعود أهمية توعية الزوار حول التراث المصري لما  قد تسهم به التوعية في حملهم على الالتزام بالقواعد الواجب اتباعها أثناء الزيارة و خصوصا الشباب.ماضى1

و  تهدف الحملة إلى توصيل رسالة هامة للمجتمع المحلي المحيط و نشر الوعي عن ما تمثله المحمية التاريخية من امكانيات اقتصادية كبيرة لسكان المنطقة، و أهمية الإبقاء على المحمية الأثرية في أفضل حال و الحفاظ على طابعها التاريخي النموذجي ، و المخاطر المتعلقة بالزحف السكاني الذي تتميز به المناطق الريفية السريعة النمو.

حول مشروع الدعم المؤسسي للمجلس الاعلى للاثار لمراقبة البيئة و إدارة مواقع التراث الثقافي “ISSEMM” و الموقع الأثري بمدينة ماضي.

مشروع المراجعة الموضوعية “ISSEMM” ( الدعم المؤسسي للمجلس الأعلى للأثار / إدارة و صيانة و تشغيل موقع مدينة ماضي الأثري) هو مشروع ممول بالكامل من البرنامج المصري – الايطالي لمبادلة الديون للتنمية (EIDS) بسفارة ايطاليا في القاهرة / مكتب التعاون من أجل التنمية .و يهدف إلى تقديم الدعم التقني و العلمي في رصد و ادارة المواقع الأثرية.

في مرحلته الثانية – حيث انطلق المشروع  برعاية جامعة بيزا في عام 2005 و قام بدور الادارة العلمية البروفيسير إدا بريشياني (prof. Edda Bresciani) و الادارة الفنية المعماري أنطونيو جياماروستي  (arch. Antonio Giammarusti) .  –  يقوم البرنامج الانمائي للأمم المتحدة، كما في سابقه، بالجانب التنفيذي لهذه المرحلة الجديدة،  بالتعاون مع جامعة توشيا  (University of Tuscia) كشريك علمي و بالتعاون المباشر مع وزارة السياحة المصرية و محافظة الفيوم.

و يعود الفضل في افتتاح مزار مدينة ماضي الاثري للجمهور في عام 2011 إلى مشروع الدعم المؤسسي للمجلس الاعلى للاثار لمراقبة البيئة و إدارة مواقع التراث الثقافي “ISSEMM” ، بكون هذا المزار هو اول محمية طبيعية و محمية أثرية معا على الأراضي المصرية .  و قد اعتنى المشروع بجوانب عديدة على رأسها الاسهام في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية في الفيوم و التي تعتبر أهم الاهداف التي يصبو إليها مشروع “ISSEMM” . كما قدم المشروع دراسة بيئية لواحة الفيوم  و دراسة  عن أفضل الطرق و المسارات السياحية التي من شأنها دعم و تطوير السياحة المستدامة بالفيوم. فضلا عن ما اقامه مشروع ISSEMM من دراسة متعمقة عن كيفية ادارة مناطق المحميات و عمل مسح شامل للمواقع الاثرية بالفيوم  و دمجها بنظام المعلومات الجغرافي GIS  و قاعدة بيانات الأثار و استعادة منطقة المعبد و مدينة جيا- نرموثيس القديمة بمدينة ماضي و ذلك من خلال اقامة منطقة أثرية مجهزة  و متصلة بمناطق المحميات الطبيعية في وادي الريان و وادي الحيتان عن طريق مسار خلاب في الصحراء الغربية بطول 28 كيلومتر.

 كان تحديد “منطقة عازلة”   في مدينة ماضي  أمر ذو  أهمية شديدة للوقوف على المنطقة الواجب حمايتها و المحافظة عليها للحد من مخاطر التوسع الزراعي داخل الموقع الاثري. و تقوم عملية ادارة المزار،  في الأصل،  على المحافظة على مكنونات الموقع استنادا إلى اللوائح و القوانين المعمول بها من خلال التعاون مع وزارة البيئة و وزارة الأثار و محافظة الفيوم . ماضى3

يمكن للسائح حاليا الدخول إلى أثار مدينة ماضي من الطرف الجنوبي للموقع حيث يوجد المذبح و  بداية طريق المواكب  و مركز للزوار للترحيب بالسائحين، تم اختيار موقعه بعناية كي لا يؤثر على بيئة الموقع الاثري. و يقوم المركز بتقديم تعريف وافي عن تاريخ الموقع و عن منطقة الفيوم ككل من خلال عرض نسخ مقلدة من  التماثيل و صور و لوحات استرشادية . كما يحتوي المركز على مقهى و مكتبة و قاعة مؤتمرات لإمداد السائحين بالخلفية المناسبة قبل زيارة معالم الموقع الاثرية.

تاريخ مدينة ماضي

تضم منطقة ماضي كمية كبيرة من المعالم الاثرية  كما تحتوي على المعبد الديني الوحيد الباقي من المملكة الوسطى في مصر – و العديد من النصوص و المشاهد المنحوتة – و الذي اكتشفه باحث ايطالي من مدينة ميلانو اسمه أكيلى فوليانو (AchilleVogliano 1935 – 1939) . و يعود  تاريخ مدينة ماضي إلى المملكة الوسطى ، مع بدايات الألفية الثانية قبل التاريخ ، حين اشتمل مشروع زراعي في منطقة الفيوم على اقامة قرية دجا ، و بناء معبد أقامه امنمحات الثالث و امنمحات الرابع لعبادة الالهة الثعبان رننوتت (Renenutet) و الاله التمساح سوبك شدت (Sobek of Scedet) الذي كان يعتبر راعي و شفيع المنطقة كلها و عاصمتها شدت “حورس المقيم في شدت”. و ازدهرت دجا في العصر البطلمي– و التي اطلق عليها لاحقا اسم نارموثيس و هو اسم يوناني يعني “مدينة رننوتت – هيرموثيس” – و ازدهر المعبد فبنيت المعالم و النُصُب في شمال و جنوب معبد الاسرة الثانية عشر . و يعود الفضل  إلى اكيلى فوليانو في اكتشاف معبد امنمحات (معبد ” أ “) و الاضافات التي اقامها اليونان و الرومان.

شهدت نرموثيس في القرن الرابع و الخامس الميلادي زحف جارف للكنيسة القبطية ، حيث شيد بها العديد من الكنائس ، ثم أطلق العرب اسم “مدينة من الماضي” على المنطقة و هو الاسم التي ما تزال تعرف به هذه المنطقة الاثرية في يومنا هذا. 

قامت جامعة بيزا بالدور التنفيذي  في اكتشافات مدينة ماضي منذ عام 1978 ، في كوم ماضي أولا ثم في مدينة ماضي ، حيث اكتشفت في المنطقة الجنوبية – أو المنطقة القبطية – عشرة كنائس (تعود للقرن الرابع و الخامس الميلادي) ترجع أهميتها لما تمثله من تطور في تاريخ العمارة القبطية بالفيوم .

كما كشفت الأبحاث و الحملات الاثرية التي اقيمت فيما بين عام 1997 و عام 2004 ، عن معبد بطلمي جديد (المعبد “ج”) مخصص لعبادة اثنان من التماسيح ؛ و في احد المبانى الاساسية التي اضيفت للمعبد تم العثور على بناية مستديرة مقببة مخصصة لتفريخ بيض التماسيح . كما كانت بعثة جامعة بيزا هي المسئولة عن انقاذ و ترميم الكتل التي كتبت عليها الأناشيد اليونانية الأربعة لإيزيس و الموجودة حاليا بمتحف كرانيس.

بداية من عام 2004 ، كان هدف برنامج التعاون المصري الايطالي ISSEMM  هو إنشاء مزار أثري بمدينة ماضي (2004 – 2008 ) و في السنوات الاخيرة  أسهم المسح الطوبوغرافي  الممنهج و الاستكشاف الجيوفيزيائي و تفسير الصور و البيانات على فهم النسيج العمراني للقرية القديمة و التراتب الزمني للانشائات وصولا إلى العصر البيزنطي . و في عام 2007 تم اكتشاف سكنات نارموثيس (Castrum Narmutheos) التي يعود تاريخها إلى عصر دقلديانوس. بينما تم تفعيل المرحلة الثانية من برنامج التعاون المصري الايطالي ISSEMM في عام  2008.ماضى 4

حيث كان الكشف الاثري الرئيسي الناتج عن إزالة الرمال هو اكتشاف مضمار بطول 230 متر يتجه من الجنوب إلى الشمال بداية من المدخل الاصلي و مذبح الأضاحي ؛ كما تم اكتشاف اربعة تماثيل فريدة للأسود و تمثال لبوئ على طول جوانب المضمار ، فضلا عن اكتشاف نقوش تكريس يونانية تعود إلى عام 116 قبل الميلاد. و اهتمت أحدث الاعمال البحثية لجامعة بيزا ببئر مائي ضخم قد يعود جزئيا لما قبل العصر الروماني اكتشفه مشروع ISSEMM في عام 2010 و هو يتمثل في  حلقتان متحدتا المركز و ان كانا مختلفتان في الخطوة؛ كما أن البئر الاعمق مغطى برواق. أما المرحلة الحالية و الأحدث في مشروع ISSEMM :  هي “مرحلة ISSEMM 3 (2013 – 2014 )”  و تهدف إلى فتح الموقع الاثري للجمهور من خلال تعزيز المنشأت مثل مركز الزوار و ترميم التماثيل و النُصُب الاخرى التي في حاجة للترميم كما رفع الرمال من البئر المقدس حتى القاع.

 

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.