مختارات
الرئيسية / وجهات نظر / الاختيار .. بقلم المصرفي : ماجد فهمي *

الاختيار .. بقلم المصرفي : ماجد فهمي *

 

هذا العنوان مقتبس من اسم المسلسل الوطنى الشهيرالذى عرض على شاشات التليفزيون فى شهر رمضان الماضى وحقق نسب مشاهدة مرتفعة … العنوان مجرد كلمة من مفردات قاموس اللغة العربية ، ولكن حين تتامل فى المعنى والمدلول ستجد انه كلمة السر فى حياة الافراد والموءسسات وحتى الدول ،وهو الحد الفاصل بين الشىء ونقيضه ، السعادة او الشقاء ؛ النجاح او الفشل ، الاستقرار والرقى والتقدم او التخلف والانهيار والتقسيم .

اختياراتك هى التى تحدد مصيرك ، وحياتك فى الواقع ما هى الا مجموعة اختيارات . اذا اخترت مجال دراستك وتخصصك بما يتفق مع ميولك ستتفوق فى دراستك وحياتك العملية ويكون النجاح حليفك والعكس صحيح . اذا اخترت الشخص المناسب ليكون او تكون شريك حياتك تعيش حياة سعيدة مستقرة وعكس ذلك تماما اذا اسات الاختيار . الفرق بين الموءسسات الناجحة وتلك الفاشلة المتعثرة هو فرق كفاءة الادارة التى تحددها اختيارات القائمين عليها ، وكذلك الدول والتى تختلف اوضاعها ومصير شعوبها باختلاف كفاءة ومهارة قيادتها السياسية التى تحددها اختيارات الشعوب فى صناديق الانتخابات .

اذا اتفقنا على ذلك ياتى السوءال الهام وهو : كيف نختار وما هى الية الاختيار ، وليكن حديثنا هنا على الية اختيار القيادات والمسؤولين . كيف يتم اختيار المسؤولين فى بلدنا وما هى المعايير ، كيف يقوم رئيس الوزراء. مثلا باختيار الوزراء فى حكومته ، او كيف يختار الوزير القيادات فى وزارته ، او محافظ البنك المركزى فى اختياره لقيادات البنوك …….الخ ؟ ما هى المعايير التى يتبعها كل من هؤلاء فى اختياراته وكيف نضمن جودة وحيادية تلك الاختيارات ؟ نعم هناك التقارير التى تقدمها الجهات الامنية مسبقا لضمان سلامة الاختيار من النواحى الامنية والسياسية ، ولكن من او ماهى الجهات التى تضمن توافر عناصر الكفاءة الفنية والادارية ، والقدرة على اتخاذ القرار وتحقيق الانجازات المرتقبة ، وبنفس القدر من الاهمية الصحة النفسية والتوازن النفسى للمسؤولين الذين يتم اختيارهم ؟

عانينا كثيرا ودفعت مصر ثمنا غاليا – على مدار عقود ماضية – من الفساد فى اختيار المسؤولين والذي كان يعتمد على المجاملات والمصالح المشتركة واختيار المحاسيب واهل الثقة ، واستبعدت الكفاءات والعناصر الجيدة القادرة على الانجاز – وكانت النتيجة ضياع الكثير من الفرص وتدهور الاحوال الى ان وصلنا الى ثورة ٢٠١١ .

اعتقد اننا بحاجة الى انشاء جهاز مستقل يتبع اداريا للقيادة السياسية لضمان استقلاليته على ان يتم اختيار القاءمين عليه بعناية من خبراء التنمية البشرية والادارية المشهود لهم بالكفاءة والخبرة فى هذا المجال وتتلخص مهامه فى الاتى :

١-وضع المواصفات المطلوبة لشاغلي المناصب القيادية فى الدولة مثل الوزراء ، روساء الشركات ، روساء البنوك ……..الخ وتشمل تلك المواصفات الموءهلات العلمية ، المهارات الادارية ، المواصفات الشخصية ، الخبرات المطلوبة …….. الخ

٢-البحث عن المرشحين الذين تنطبق عليهم تلك المواصفات باسلوب علمى وادارى متطور لا تشوبه اى اهواء مع ابراز النجاحات والانجازات السابقة لتلك الاختيارات .

٣- يقوم الجهاز بتقديم الترشيحات المناسبة – لصاحب القرار – عند الحاجة الى تعيين او تغيير اى من القيادات المذكورة ليختار من ضمن الاسماء المرشحة .

٤- قد يشمل مهام الجهاز ايضا تقييم اداء المسؤول بصفة دورية لقياس حجم الانجاز ومدى النجاح فى تحقيق الاهداف المرتقبة ورفع تلك التقارير الى متخذ القرار لاتخاذ اللازم فى حالات الاخفاق وتجنب ضياع المزيد من الوقت والفرص .

* رئيس مجلس إدارة بنك التنمية الصناعية السابق

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.