مختارات
الرئيسية / وجهات نظر / الاسرة وتربية العاطفه – اجعل من يراك يدعو لمن رباك ! بقلم : د . وليد سمير

الاسرة وتربية العاطفه – اجعل من يراك يدعو لمن رباك ! بقلم : د . وليد سمير

 

أكتب هذه المقالة وانا اتذكر رحلتي مع صديق عزيز وإنسانا اثرى حياتي المهنيه بالخبرات قبل ان يرحل عن عالمنا ، فقد سافرت معه في رحلة علاجه الاخيرة الى لندن وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف.

ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى: « ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة »

وقد أقمت في لندن مع صديقي نراجع الأطباء وندخل المكتبات وكنت أشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر ، أصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب في شؤون الحياة !!!

أما نحن العرب ؟؟؟

فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ، وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي    (صلى الله عليه وسلم ) عربي ، ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع  اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى . ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر. 

من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه غير آبه انه يعمل لديهم .

الأستاذ بالمدرسة او الجامعه جاف وحاد الطباع مع طلابه !

فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق وتعليمهم فن تربية العاطفةوبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية!  لأنني اكاد اجزم ان الغرب وصلوا الى ما وصلوا اليه عن طريق التربيه !

ففى مجتمعاتنا ألعربيه من الآباء والأمهات من يربون أبناءهم تربية العاطفة، ومنهم من يربونهم تربية الجسد.

أعرف بعض الأمهات، كل همهن في تربيتهن أطفالهن أن يأكلوا ويشربوا لكي يكبروا. وأعرف آباء يربون أولادهم على الحزم والقوة والشجار والعراك مع الآخرين، ولهم منطق غريب جداً هو: “من تشعر أنه قد يضربك فلتضربه أنت قبل أن يفعل”.

هؤلاء، كل همهم أن يكون أبناؤهم على درجة من القوة، يستطيعون من خلالها أن يعيشوا في هذا العالم، من دون أن يدركوا أن العالم، على الرغم من كل ما يحدث فيه، لم يتحول إلى غابة بعد، وأن الأساس في التربية هو الحب والاحترام والتقدير، وكلها في الأساس مشاعر وعاطفة قوية يجب أن نربي أبناءنا عليها.

أعرف آباء يعاقبون أبناءهم بالضرب المبرح، وأعرف آخرين يعاقبونهم بنظرة يظهرون فيها عدم رضاهم عنهم. أعرف أطفالاً وأبناءً يخافون من قسوة آبائهم، بينما أعرف آخرين يخافون من أن يجرحوا مشاعر آبائهم وأمهاتهم.

 فمن الناس من يمدحون الذئب 

وهو خطر عليهم 

ويحتقرون الكلب .. 

وهو حارس لهم !. 

كثير من الناس يحتقر 

من يخدمه، ويحترم من يهينه ! 

ولنتذكر ان من بعض الطيور من يأكل النمل،  

وعندما تموت فإن النمل يأكلها 

الظروف قد تتغير .. 

فلابد من عدم التقليل من شأن أحد واحترام الناس بعضهم البعض وهذا هو أساس تربية العاطفه. 

واختتم بقول أحد العلماء: “إن في الدنيا جنة مصغرة “.

وأنا أقول: لعل جنة الدنيا هي الأسرة ، جنة معرفة الله وجنة لمّ شمل الأسرة. وليكن شعار كل اب وأم عند تقويمه لأبناءه اجعل من يراك يدعو لِمْن رباك.

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.