مختارات
الرئيسية / مقال رئيس التحرير / الشائعات .. سلاح “الإخوان” الأخير .. بقلم : باهر السليمي
باهر السليمى

الشائعات .. سلاح “الإخوان” الأخير .. بقلم : باهر السليمي

 

لا يمر يوم وإلا تخرج علينا شائعة – وبالطبع مجهولة المصدر – وكالعادة تنتشر ويتم ترديدها وتصديقها دون تحقق من صدقها أو البحث عن مروجها ” اللى هو أصلا معروف ومعلوم للعامة قبل الخاصة ” زبانية الشيطان وحلفاءه ، أبناء الجماعة الإرهابية . فالشائعات باتت السلاح الأخير للجماعة الأرهابية.
وفي حرب جماعة الإخوان الإرهابية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، لجأت الجماعة وأنصارها إلى استخدام كل الوسائل المسلحة وغير المسلحة، خططت ونفذت عمليات إرهابية واسعة شملت أنحاء مصر، ووصفت بأنها حرب شوارع وراح ضحيتها المئات من الأبرياء، ولجأت الجماعة أيضًا إلى وسائل أخرى دنيئة وعلى رأسها تشويه صورة ” السيسي ” ومحاولة هز ثقة الشعب فيه، لكن باءت كل محاولاتها بالفشل؛ نظرًا لأن السيسي في نظر الشعب القائد والبطل المنقذ، والرئيس الذي جاء بتفويض من الشعب لهزيمة الإرهاب، ورئيس مثله جاء بسند قوي وظهير شعبي لا يمكن أن تهزمه محاولات الجماعة الفاشلة.
وقد حاول تنظيم جماعة الإخوان الدولي توظيف منابره الإعلامية لترويج ما شاء من أكاذيب وشائعات تستهدف إثارة البلبلة في الشارع المصري، وكعادة التلميذ الفاشل الذي يتجه دائما إلى “تعليق الخيبة على الشماعة” لا تتوقف تلك المنابر – حتى بعد افتضاح أمرهم- عن المضي قدما في مسلسل التزييف الذي يستهدف جعل المواطن عبارة عن شخص متبلد المشاعر يفسر أي إيجابيات على أنها مظاهر سلبية.
في الفترة الأخيرة تزايدت وبقوةٍ ظاهرة الشائعات في مصر والتي من شأنها خلق حالة من الغليان والفوضى المصطنعة بهدف عدم استقرار الوضع السياسي والأمني في البلاد والتي من شأنها أن تؤدي إلى عدم استقرار باقي قطاعات الدولة وإصابتها بالشلل وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد بشكل عام، وتحطيم نفسية الشعب.
ومنذ قيام أحداث يناير وثورة يونيو وتم استخدام هذا السلاح في مصر حتى الآن وللأسف تم استخدام بعض وسائل الإعلام المحلية كأداة في نشر الشائعات دون التحقق والتأكّد من صحتها من عدمه أو أعمال الضمير الوطني في البحث عن أضرار تلك المعلومات التي تبثها على نفسية الشعب المصري اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.
فكم من شائعات أطلقها البعض لأهداف شخصية أو لأهداف جماعة أو تنفيذًا لمخططات دولية أضرّت بالتعاملات في البورصة المصرية وخسرت المليارات وأفقدت بعض من المصريين وظائفهم التي هي مدخل دخلهم الوحيد، وكم من شائعات تم الترويج لها من قبل جماعة خارجة عن الصف الوطني تهدف للتشكيك في كل شيء يحدث حاليا من أي عمل يهدف خدمة الوطن والمواطن أيًا كان ماهية تلك الأعمال من مشروعات قومية أو إنشاء مدن جديدة.
هناك مقولة عسكرية شهيرة ومتعارف عليها منذ زمن بعيد بين الأطراف المتنازعة في الحروب المختلفة تقول “في الحرب كل الوسائل مباحة”.
وتبيح هذه المقولة لكل طرف من الأطراف المتنازعة، أن يستخدم ما يحلو له من الأساليب القتالية، وأساليب القتال لا تقتصر على السلاح المادي فقط، بل تمتد إلى الأسلحة المعنوية التي قد تكون في كثير من الأحيان أكثر تأثيرًا، ومن هذه الأسلحة المعنوية هز ثقة الخصم في نفسه، وإثارة الشائعات حوله، وهز ثقة مؤيديه فيه، ومحاولة بث الفتنة بين صفوف هذا الخصم عملًا بمبدأ “فرق تسد”، كما حدث في حروب كثيرة بين الدول.
وتعد الإشاعة من أحد أساليب الحرب النفسية فقد ورد في جميع كتب الحرب النفسية أن الإشاعة أسلوب من أساليبها، أو وسيلة من وسائلها مثلها مثل الدعاية وغسل الدماغ وافتعال الفتن والأزمات وغير ذلك من الأساليب الكثيرة.
وترويج الإشاعات السياسية لا يتم اعتباطا فهناك جهات تروج هذه الاشاعات وتهدف من ورائها لأشياء محددة وضرر الاشاعات شديد في كل الأوقات على جميع النواحي سياسيا واقتصاديا فأي اشاعة من الممكن ان تجعل الاقتصاد ينهار ، ناهيك عن الاشاعات السياسية التي من الممكن أن تؤدى لتباين وجهات النظر والاستقطاب ، بل والقتل أحيانا.
وللأسف فالشائعات غالبا ما يرددها ويصدقها أغلب الناس حتى أولئك الذين لا يصدقون ما يحكيه غيرهم، فعادة ما تخرج الشائعة بطابع التشويق، لأن الذين يعملون على خلقها وترويجها يبذلون أقصى جهدهم في صياغتها بشكل يحقق رواجها ونشرها مستغليين في ذلك ما يختلج نفوس الناس من خوف وشك وآمال وأحلام يقظة ونحو ذلك مما لا يستطيعون النطق به مباشرة أو التعبير عنه علانية… وكلما كان الاتصال سهلا انتقلت الشائعة لمسافات كبيرة كما أنها تزداد قوة حينما يكون لدى الناس الرغبة في تصديقها أو عندما يحسون في الإنصات إليها أو نقلها نوعا من الرضا. للإنسان عادة ما يسره أن يكرر القصة التي تحقق شكوكه أو التي تعبر عن مخاوفه كما أنه يرغب في أن يضحك أو يهزأ على حساب آخر لا يحبه… ومن ثم يمكن القول: أن الرأي العام هو الذي يخلق الشائعات ويبدعها كما أن الشائعات القوية الجريئة هي تلك التي تتمشى مع المخاوف والشكوك التي يشترك فيها كل شخص مع غيره من الناس… هذا من ناحية أما من ناحية أخرى فإن الشائعات قد تخلق الرأي العام أيضا وتوجده.
ويجب محاربة الاشاعات منذ بدايتها وفى مهدها وعدم السماح لها بالاستمرار ومواجهة من ينشرها وتقديمه للمحاكمة ، كما يجد تفنيد هذه الاشاعة وإلزام الصحف والفضائيات بنفي الاشاعة فور وقوعها مع ضرورة التزام جميع وسائل الإعلام بالمهنية وميثاق العمل الصحفي والإعلامي وتقديم كل من يتجاوز متعمدا للمحاكمة ، لأن هناك فرقا بين حرية الرأي وبين التدليس والكذب على المواطنين.
فلابد من الدولة سرعة الإعلان والتوضيح عن أي شيء يتعلق بالقضايا المهمة التي تجعل من الرأي العام المصري يتساءل ويبحث عن إجابة قاطعة لكل تساؤلاته بشأن الكثير من الشائعات التي تظهر من حين لآخر حتى ترسخ الدولة لدى المواطن ثقافة الإعلان والشفافية في كل ما يخص أو يتعارض مع الامن القومي المصري، فلابد أن تكون هناك رقابة داخلية لدى وسائل الإعلام على ما يتم مناقشته عبر شاشاتهم للتأكد من صحة صدق الراوية التي يريدون بثها من عدمه حتى لا يكونوا أداة في يد المخربين والمغرضين الذين يتربصون بمصر ويريدون لها السوء وأن تظل هكذا في تخبط وعدم استقرار على جميع المناحي.

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.