الوَصيَّة…(ا) بقلم : شيرين موسي

نشرت بواسطة: ELkebar-admin في وجهات نظر 9 أبريل,2016 0 1,490 زيارة

 

الأرض عِرض والتراب زى الدهب،الدم غالى بس الوطن أغلى،وعشان تعيشي يامصر كان لازم نضحِّى بعمرنا وبدمنا ونكتب وصيتنا الأخيرة للِّى جاى من بعدنا،إحناإختارنا الشهادة بإرادتنا عشان ندافع عن قِيَم ديننا وحرية وطنَّا واجهنا رصاص الغدرنيابة عن شعبنا وحاربنا عشان نضمن مستقبل افضل لولادنا وأحفادنا. كلمات جاءت فى بداية فيلم الوَصيَّة الذي قدمته إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة تكريما لأرواح الشهداء وجاء فيه:
*الشهيد رقيب/أحمد ممدوح(محافظة الغربية) والده يتمشي بين الخضرة ويمسك بيد زرع اخضروالأخرى حفنة تراب ويقول:ياأحمد يا ممدوح انا ربيتك وعلمتك إن التراب ده عِرض التراب ده هوعِرضَك،إبنى أحمد ميتعوضش هو ولد واحد كان دراعى اليمين العَرَق بتاعه هو عَرَقي وكان هوالعكاز بتاعى اول ما عرفت الخبرحسيت حاجة إتخطفت منِّى وراحت والحمد لله هومات شهيد وفداءمصر. والدته:البطل أحمد الشهيد حبيب قلبي ياحبيبى آخرمرة خدنى فى حضنه وقال لى:ربي لى إبنى زى ما ربتينى ياامَّه قلتله:ليه ياأحمد بتقول كده وتوجع قلبي؟ قال لى:هويطول يموت شهيد ومشي وخَبَّط الباب تانى فتحت قلتله:في إيه ياأحمد؟قال:عشان أشبع مِنِّك ياامَّه إدعيلي ياامَّه قلتله:والله دعيالك ياأحمد،كان حبيبى حبيبى وبحبه قوي،عم الشهيد:أحمد كان بيقول لى نفسي أموت شهيد،الرائد إللى معاه جه وقال رحنا نحصد إللى مات لقيناعدد كبيرمات علي إيد أحمد وإتعمل له جنازة عسكرية ومات وهو مشرَّف وطنه وأهله وإن شاء الله معتزإبنه يكون راجل مكان ابوه،زوجته:أحمد كان كاتب وصيّته قبل ما يموت وقال فيها(حين أتوفى لاتتركونى ولا تبكواعليّ تعلمون أنى لاأحب الوحدة والظلام تحدثوا معى بالدعاء إجعلوا قبري نوراً فربما رحيلي قريب هذه وصيتى وليست مجرد رسالة)أحمد كان عنده عادة غريبة كل ماييجى لازم يشيل معتزويدخل الأوضة وأدخل ألاقيه بيكلمه اسأله:إنت بتتكلم معاه إزاى وهورضيع هوفاهم حاجة؟يرد:ده إبنى وهوفاهمنى وانا فاهمه،اسأله:انت بتقوله إيه ولاأسرار؟يرد:انا بوصِّيه هوهيبقى راجل البيت وأنا بوصِّيه عليكى).
*الشهيد جندى/أحمدعيد بكير(شهيدضحايا رفح تم تسمية شارع بإسمه)والدته:أحمد كان بطل ونفسه يكون شهيد كان عنده حماس وراجل ومن صغره جِده كان يناديه تعالى يابطل روح يابطل وهوشاب لقي عربية غرقت بالِّلى فيها نزل ترعةالإسماعيليةومحدش رضي ينزل معاه وأنقذ كل إلِّلى فيها قبل مايغرقوا،ووقت ماكان فى جيشه وانا قاعدة لقيت هاتف جانى وقال:أحمد إستشهد قلت(إنالله وإناإليه راجعون) إحتسبتك عند الله ياإبنى،وآخرمرَّة وهوماشي سَلِّم علي إخواته كلهم وباس إيدى وراسي وسَلِّم علي أبوه وراح آخرالشارع ورجع تانى سألته إنت نسيت حاجة ياحبيبى؟قال لى:لا ياامَّه انا جاى أسَلِّم عليكم تانى خدى بالك من ابويا وإخواتى معلش يمكن ماارجعش تانى،يوم ما عرفت الخبركنت رايحة أعمل ورق للشغل إتصلت جدته وقالتلى:إرجعي أحمد استشهد سجدت في الأرض حَمَدت ربنا وقلت إحتسبتك عند الله ياإبنى وقمت وقفت وزغردت لأنه كان طالب الفرح ده وإتعمل له الحمد لله انا راضية بقضاء ربنا ولوهاقدم أخوه التانى هاقدمه وختمت كلامها وهى بتحضن ملابسه وبتقول(وحشتنى أوى أوى ياأحمد ونفسي أضمك كده وأخدك فى حضنى بس انا فرحنالك مبروك عليك ياأحمد جنتك ورضا ربناعليك)
*الشهيد جندى أبانوب صابرجاب الله(مدينة القنطرة غرب بطل من أبطال كمين الرفاعى)،شقيقه:أبانوب نزل أجازة وجه قعد معايا وقالى(انا نازل سيناء وهروح أحارب انا إتدربت وتعبت وزمايلي مش أرجل منِّى لما يروحوا هناك وانا أنام في بيتى)أبانوب أصغر منِّى بس اناكنت علي طول ماشي بحسُّه في البلد،كان عايش معانا راجل ومات راجل وعمرى ما هنسي رجولته كان بمليون راجل ثم بكي،والدته:أول ماقال نازل سيناء قلتله:إللى انت شايفه إعمله ياإبنى بس هتوجع قلبي عليك عارف ياأبانوب لومت ومموتش حد فيهم يبقي انت عندى زى قِلِتَك قال لى:عيب ياماما انا راجل والله إن ماقتلتهم اناأموت،قلتله:خد بالك من سلاحك إوعى سلاحك ياأبانوب قال لى:مش هسيبه إلا لما أموت،قلتله:إنت ضهراصحابك إوعى اصحابك ياأبانوب إوعى تكون جبان قال لى:انا مش جبان)،وفى يوم نادونى وقالوا تعالى فوق عشان بابا ميصحاش قلتلهم يبقى أبانوب مات مكذبش إللى قال قلب الأم بيحس،عُمْرُه مازعَّل حد ولاحد زعل منه كان راجل وبطل راجل مسابش زمايله ومجريش وبطل لأنه ضحى بدمه عشان مفيش خاين يدخل البلد دى،أبانوب له إتنين إخوات لو ينفع يدخلواالجيش انا مستعدة ولوإستشهدوا انا هبقى فرحانه فرح الدنيا والآخرة إن عيالى عند ربنا لإن ربنا هوإللى إداهم لى وهوإللى عايزهم اقول له لأ؟طب والله يوم ماعرفت إنه إستشهد قلت عايزة أروح مكان ماإستشهد وأمسك سلاحه وأموتهم بإيدى،وكتيبة أبانوب واللواء بتاعه والفرقة 18 اناأفتخر بيهم الرجاله دى تتشال علي الراس،القنطرة كلها من شرقها لغربها للإسماعيلية إترفع راسها ودى تكفِّى إن إبنهم البطل أبانوب.
*الشهيد نقيب شرطة/محمود منير(مدينة فاقوس محافظةالشرقية من ضحايا كمين الصفا2016)،والده:انا ربيته من صغره علي الشجاعة ميعرفش حاجة إسمها خوف كان بيتمنى يكون ضابط إتخرج وإشتغل وكتب طلب يخدم في سيناء خدم 3سنين في العريش قلتله:يا إبنى تعالى رفض وقال:لسه لما آخد تار اصحابي،محمود كان بيتمنى يموت ويستشهد فى سيناء ومات وهو بيقول تحيا مصر تحيا مصر،له صديق إسمه النقيب شريف أخد اولاد عمه وراحوا مستشفي العريش النقيب شريف قال:كنت داخل أتعرف عليه ونفسيتى تعبانه لكن اول ماشفت وشه زى البدرفرحت وإبتسمت وإختتم والده كلماته قائلا:انا كنت عارف إنه مش هيكمل وهيموت صغيرمحمود كان أول ماينزل أجازة يدخل الأول يجرى علي إبنه ويلعب معاه أقول له:إنت بتعمل كده ليه هو مفيش حد خلِّف غيرك؟يرد:دا إبنى حبيبى يابابا كان حاسس إنه هيسيبه بعد 8شهور بس،ورغم كده انا متفائل إن ربنا هينصر مصر ربنا والله هينصرنا ومحمود مماتش له إخواته واصدقاءه،أخوه هيكمل مسيرته وإبنه هيجيب حقه وربنا يدينا العمر وأعيش لحد ما أشوف اللحظة دى انا عارف حق محمود وكل شهدائنا هييجى والله هييجى.
وللحديث عن ورد الجنة الطاهر
عرسان السماء الأحياء عند ربهم يرزقون
وللوصية بقية فى الجزء الثانى من المقال.

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك