اَلقُدس عَرَبيَّة
نَعلَم جميعًا أَنهَا عَرَبيَّة
كُنَّا نُرَددهَا فِي المدارس والشَّوارع والْحواريِّ
والْبيوتِ وجلسَات الأصْدقاء
حِينمَا كُنَّا صِغَار
حِينمَا رأيْنَا الدُّرَّة يَمُوت فِي حِضْن أبيه
وحينَمَا تُعَلمنَا عن غَدْر الصَّهْيونيَّة
وَكَبرنَا وَرَددنَا اَلقُدس عَرَبيَّة
وَهَتفنَا لِلْأمَّة العربيَّة
وَنَددنَا لِلْمفوَّضيَّة الأوروبِّيَّة
ونادينَا يَا هذَا ويَا ذاك أنَّ لِلْعرب قَضيَّة
ثُمَّ هَرِمنَا وَمضَى بِنَا اَلعُمر
ونحْن نُنَادِي
اَلقُدس عَرَبيَّة
ونشاهد غَزَّة تَحْت القصْف
فَنغضِب وَنثُور
وَنعُود لِهتاف مَكتُوم
اَلقُدس عَرَبيَّة
فَنرَى الأطْفال تَقتُل
والنِّساء والشُّيوخ
فيبْهت النِّدَاء أنَّ
ال قِ د س عر بِيه
وَنقُوم بِمحْفل فِي السُّعوديَّة
ونقاطع مُنْتِج
ونندِّد بِالْأشْياء الغرْبيَّة
وَصوَّت النَّار على الأطْراف
يَعلُو بِأصْوَات الصَّواريخ العنْقوديَّة
وَيقصِف صَوْت اَلقُدس العربيَّة
ومشاهد قَتْل دَمَويَّة
تتْرصْخ فِي أَذهَان البشريَّة
وَيمُوت صَوْت اَلحُرية
فتدافع عَنهَا غَزَّة اَلأبِية
وتدْفع ثمن عُروبتنَا المنْسيَّة
كم مِن أَشلَاء جَمعَت فِي أَكيَاس باليسْتيَّة
كمٌّ مِن مَقْبَرة حُفرَت
وردمتْ
وَرُويَت
بِدماء بَشَريَّة
ونحْن هُنَا لِأذلِّنَا نُنَادَى يَا هذَا
اَلقُدس عَرَبيَّة
كمَّ خسْئْتْ العروبة وكمِّ خسْئْنَا
كم نَزفَت العروبة وكم رَضِينَا
فلَا قِيامة لِعروبتنَا
بَعْد أن فَقدَت عُذْريَّتهَا
فَنعُود فِي خجل لِنقول
إِنَّ اَلقُدس عَرَبيَّة
منسية
بقلم خالد دياب