خمس سنوات قضيتها فى المملكة العربية السعودية , فى رحاب جامعة الملك سعود , هذه الجامعة التى كانت قبل ست سنوات ” نَسْيًا مَنْسِيًّا “
, وجئ بقامتين علميتين وإداريتين هما الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان مدير الجامعة , والدكتور على بن سعيد الغامدى وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي , ليغيرا تاريخ هذه الجامعة لتأخذ مكانها ومكانتها اللائقة بين الجامعات العالمية العريقة , فقد تغيرت ملامح الجامعة بعد إدارة العثمان والغامدي , وشمل هذا التغير كافة الأصعدة الأكاديمية والمالية والإدارية والبنية التحتية والمشاريع المعرفية بمختلف أنواعها.
بعد إدارة العثمان والغامدي تم وضع خطة أستراتيجية طويلة المدى وقد جاء هذا المشروع ليسهم في نقل الجامعة إلى مصاف الجامعات العالمية التي تتبنى اقتصاديات المعرفة والاستثمار في العقل البشري. وتبني شراكات مجتمعية وعالمية تحقق من خلالها الرؤى والتطلعات التي تقود إلى الإبداع والتميز, وترسيخ مفهوم البحث العلمي والتميز الأكاديمي, تم تحويل المساحات الترابية التي تقع في ثاني أكبر حرم جامعي في العالم بعد هارفارد إلى مشاريع عملاقة منها: وادي الرياض للتقنية.معهد الملك عبدالله لتقنية النانو.أوقاف الجامعة.توسيع المستشفى الجامعي.مجمع كليات البنات.إسكان أعضاء هيئة التدريس الثاني.وغيرها.
خرج العثمان والغامدي من الجامعة , وكان خروجهما بمثابة صدمة كبيرة لجميع العاملين داخل الجامعة وخارجها , وعلى كل حال , فالرجلان صنعا تاريخًا لن تنساه الأجيال القادمة , وكم كنت أتمنى أن أرى مثل هذين الرجلين فى مصر .. لتغيرت أشياء كثيرة .
هذه شهادة للتاريخ .. أكتبها بعد عام من مغادرتى للجامعة وإنقطاع علاقتى بها , لا أبغى مما كتبته سوى أن أمنح هذين الرجلين حقهما , لقد لمست طوال فترة عملى معهما مدى حبهما وعشقهما لمصر والمصريين .