مختارات
الرئيسية / ثقافة و أدب / عودة الغائب .. بقلم : رشا السعدي

عودة الغائب .. بقلم : رشا السعدي

 

عاد الطائر المهاجر .. الحبيب والزوج ووالد أبنائها بعد فترة غياب طويلة لم تُنهك إشتياقها وحنينها إليه 

صبرت كثيراً من أجل تلك اللحظة ، وإستقبلته في مطار قلبها بزهور إبتسامتها وعطر حنينها 

ذهبت به إلى عشهما الأنيق ، وتركته يصعد إلى أن تبتاع شيئاً من أحد المحلات ، وتأخرت قليلاَ وعندما وصلت ودلفت إلى حجرتها .. هالها ما رأت وصُعقت وتجمدت الدماء في شعيراتها الدموية وهي ترى أمامها امرأة مثيرة توليها ظهرها وفى حجرة نومها !

وعندما همت بالصراخ .. إلتفت إليها المرأة بكل فجاجة وبضحكة مبتذلة .. لتُصاب بالمفاجأة الثانية التي أسقطت لحمها البض على مقعد الذهول 

إنها هي .. لا .. بل هو 

لقد كان زوجها الذى كان مصدر حسد لها من صديقاتها لجاذبيته ورجولته الصريحة 

ـ ما هذا ؟! ما الذى تفعله ؟

وبضحكة مائعة 

ـ إنتظرى يا عزيزتى .. دعينا نجرب الأمر هكذا 

في البداية قاومته بالرفض ، ولكن بعد إلحاح مكثف منه وافقت على ما يريد ، وأصبحت تُزينه بمساحيق التجميل وتنتقى له من ملابسها المثيرة وتمحى أنوثتها 

ـ هيا يا عزيزتي .. خذيني واجذبيني إليكِ بقوة 

وبعد إنتهائه منها يعود كسابق عهده .. الرجل الوسيم والجذاب صاحب الرجولة الفذة ، ومع مرور الوقت لم تعد هي الأنثى وفقدت شعورها بالسعادة 

لم تفكر في التخلي عنه لأنها مازالت عالقة في حبال حب قديم وملتصقة بواجبات زوجة وأم ، ففكرت ولجأت إلى إحدى الطبيبات الشهيرات والمتخصصات في علم النفس ، وشرحت لها كل ما يحدث بأدق التفاصيل ، وكان شاغل الطبيبة هو معرفة هل زوجها تحول لشاذ أم أنها مؤثرات نفسية نتاج الوحدة والغربة ومغريات الغرب ، فأعطتها بعض النصائح وطرق جديدة للتعامل معه ، ومن ردة الفعل ستتضح الحقائق 

وبدأت في تنفيذ المخطط بكل دقة واحترافية أملاً في عودة زوجها وحبيبها 

ـ اليوم بداية الإختبار يا مي .. يارب ساعدني في المقاومة والصمود 

ونادى عليها شريف من حجرتهما منتظراً إياها على جمرة من الشغف والرغبة لتقوم بصبغة وجهه بمساحيق تجميلها ، ولبت نداءه بعد فترة ودخلت بابتسامة رقيقة ووقفت أمام المرآة لتبدأ في تزيين وجهها بدلاً من وجهه ثم إتجهت نحو ملابسها وإختارت أكثرهم إثارة وإرتدته وترنحت ببطء وتعطرت بعطرها وأخذت تتمايل أمامه بكل دلال وسقطت على الفراش ، فحاول إستمالتها 

ـ هيا بنا يا عزيزتي .. أكاد أحترق .. أين دلالك لي ؟ وقوتك وسيطرتك علىّ ؟ هيا إقتحمي نفسك 

ـ لا رغبة لى اليوم في أي شيء 

وإستدارت لتنام ، وتركته يحترق رغبة وحسرة 

ـ لابد له من أن يعود لسابق عهده .. هومن يُقبل ويحاول ويسيطر .. هو من يجذب ويقتحم .. سأستعيد أنوثتى وأعيد له رجولته 

وظلت مي هكذا طوال سبعة أيام ، وشريف في حالة رغبة محمومة وإهتزاز نفسى يدور بداخله .. بين الجديد والقديم .. يريدها ويشتهيها ولكن بطريقته الجديدة ، وهي على حالها .. عنيدة ومتماسكة 

إلى أن جاءت تلك الليلة وارتدت مي ثوباً أنيقاً ونثرت خصلات شعرها وجلست لتشاهد احد المسلسلات ، وشريف ضاقت حلقات طاقة الصبر لديه ، وإنهارت طباعه الجديدة المكتسبة ، وهجم على مي وحملها بين يديه كعصفور صغير وذهب بها إلى فراش الحب 

وفى صباح اليوم التالى وهي تضع رأسها الجميل على صدره محتضنة إياه بذراعها

ـ حمداً لله على سلامتك  

ـ سامحينى يا حبيبتي .. تلك لعنة الغربة والوحدة والاحتياج وكل ما هو متاح ومباح حتى فقدت المشاعر لغتها وأصبح الجميع يبحث عن كل ما هو غريب وشاذ ليحقق به سعادة وقتية 

ـ أسامحك لأنك كل ما أملك .. أسامحك لأنك رجلي الوحيد وحب حياتي 

وإنغمسا في قبلة طويلة تأكيداً لعودة الغائب

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.