مختارات
الرئيسية / ثقافة و أدب / كمين .. قصة قصيرة بقلم : محمد حلمي

كمين .. قصة قصيرة بقلم : محمد حلمي

لم أكد أعبر ذلك الكوبري حتى ازدادت سرعتي إلى حد كبير أثناء نزولي عنه. 

كان جهاز الجي بي إس يشير الي تجاوزي سرعة ٨٥ كم في الساعة بينما كانت اللافتات و العلامات على الأرض تشير إلى أن حد السرعة القصوى هو ٦٠ كم في الساعه فقط. 

و فجأة لمحته هناك على مسافة اقل من النصف كيلومتر… 

كان يقبع هناك ذلك الكمين المروري الأمني… 

عندما رأيت ذلك الكمين كان الوقت قد فات للتراجع و العودة. 

شعرت بتوتر شديد و أنا أنظر إلى تلك القوة الأمنية الكبيرة و التي راح افرادها يرمقونني بنظراتهم الحادة. 

تجاوزت السرعة القانونية و رخصة قيادتي و رخصة السيارة قد انتهيتا منذ وقت طويل و لم أتمكن من تجديدهما بسبب ظروف السفر و انتشار الوباء. 

فكرت كثيرا في التوقف قبل الوصول إلى الكمين و لكن ربما قد يتسبب ذلك في إثارة الشك. 

التوقف الآن سوف يثير الريبة و ربما يجعل أفراد الكمين يدققون في فحص التراخيص و ربما مصادرتها أيضا. 

لا مفر من المرور عبر ذلك الكمين…. 

اذا هذه هي الخطة… 

سأمر بهدوء و لن انظر مباشرة في عين ذلك الضابط الواقف هناك يتفحص أوراق قائدي السيارات. 

ربما يوحي له ذلك ببعض الثقة و قد يسمح لي بالمرور دون معاينة الأوراق. 

أنا أعلم أن سحب التراخيص سوف يعني دفع غرامة مالية ضخمة بالإضافة إلى ضياع الكثير من الوقت لإستردادها. 

و لكني سأتجاهل كل ذلك و سأمر بهدوء و كثيرا ما تنجح تلك الحيلة. 

ركزت عيني إلى الأمام و قللت كثيرا من سرعتي… 

مررت بهدوء عبر الحواجز الأمنية و لم انظر إلى أي شخص من أفراد الكمين…. 

و فجأة تعالي هتاف الضابط قائد الكمين…. 

“عاش يا وحش”

كنت أعلم أنني لن أمر بسهولة لذلك بحثت في جيوبي بسرعة عن رخصتي القيادة و السيارة. 

اندهش الضابط بشدة و أنا أعطيه الرخصتين المنتهيتين باستسلام تام.

و أعادهم إلى دون حتى أن ينظر فيهم و هو يطالعني باهتمام… 

انتبهت في تلك اللحظة إلى شيئ غريب جدا…

أنا لا أقود السيارة… 

لقد كنت أقود دراجة… 

نعم كنت أقود دراجتي و التي صرت اتنقل بها دائما بدلا من السيارة. 

لا أعلم كم من الوقت قد مر علي و أنا أضحك ببلاهة…

سمعني الضابط و أنا اضحك بهستيريا و تبادل النظرات مع أفراد الكمين… 

أعتقد أنهم ظنوا أنني مجنون أو… 

أو ربما معارض سياسي…

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.