مجلة الكبار فقط يقرؤها الكبار إقتصادية , فنية , رياضية
عد الاسرة هى النواة الرئيسية للمجتمع المكون الرئيسى للوطن والذى اوضحناه فى المقال السابق ولذا سيكون لنا وقفة حقيقية لما لهذا الامر من اهمية قصوى تحتاج منا جميعا الى اعادة النظر فى امور كثيرة لما لها من تاثير مباشر على كل نواحى الحياة .
فتعد الاسرة هى النواة التى لو استقامت لاستقام المجتمع باكمله ولطالما كانت الاسرة هي المحرك الاول فى تنمية وطننا الغالى وعندما اذكر وطننا اقصد ايضا الامة العربية لان وطننا ليس بمعزل عن باقى الدول العربية الشقيقة التى تعتبر فى النهاية نسيج واحد وامة واحدة ان شاء الله.
وسوف نقوم بالعمل على العرض والتعامل فى هذه الظاهرة بكل صراحة وبكل وضوح وبالطريقة التى تعودتم عليها فيما نقدمه حتى نستطيع وبحق الوصول الى الهدف الرئيسى من اقتحامنا هذا الملف الشائك.
ولتكن البداية وكالعادة هى التركيز وبشكل مباشر على مرحلة البداية فى تكوين اسرة الا وهى مرحلة التعارف والاختيار والفرز لاختيار شريك الحياة .
يغفل الكثيرون فى ان هذه الكلمة تعنى الكثير والكثير فلو ايقن كل طرف من الطرفين انه مقبل على حياة جديدة وان هذة الحياة ما هى الا شركة بين طرفين وان الشركة يجب ان يستقيم كل شيىء فيها ويجب وضع جميع الامور فى نصابها الحقيقى على ان يكون هذا عن طريق تحديد كل الاساسيات والحقوق والواجبات وايضا العمل على ان تكون كل الامور باقصى قدر ممكن من الصراحة والوضوح حتى يتم الاتفاق على كل اساسيات ونواحى الحياة بالشكل الذى يضمن استمرارية الحياة بين الطرفين وعلى ان يكون كل طرف ينظر الى الطرف الاخر على انه شريك حياة وليس تابع او غير ذلك وعلى ان يكون شريك حياة بحق فى الالتزامات قبل الحقوق وفى الواجبات قبل الامتيازات وفى الضراء قبل السراء وفى وقت الشدة قبل وقت اليسر حتى يكونوا بحق شركاء فى الحياة.
وبالطبع حديثنا الان موجه الى كل شاب وفتاة مقبلان على الارتباط او الى السعى لتكوين اسرة .
رجاء….. تمهلوا ……… تمهلوا …….. تمهلوا ……..
فانكم وبارادتكم المطلقة مقدمون على اخطر قرار فى حياتكم والذى به اما ان تستقيم حياتكم وتكون فى سعادة وهناء واما وان تصبح احد الكوابيس التى لا يخرجكم منها اى شيىء فى الواقع ولا حتى فى الخيال وللاسف الشديد قد لا يكون هذا الكابوس لكم فقط بل سيكون هناك اخرون سوف يتاثرون بشكل مباشر بهذا الكابوس الا وهم الاولاد الذين لا ذنب لهم ولم يجنوا اى شيىء حتى يعيشوا هذا الكابوس والذى بالطبع سيؤدى بهم للخروج من هذا الكابوس الى الوقوع فى كوابيس اخرى اسوأ وتكون سلسلة غير منتهية من الكوابيس التى تؤثر على الاولاد والاحفاد فى المستقبل ان كان لهم مستقبل .
ولقد اكدنا على اهمية التمهل فى هذا القرار .
وسوف نتحدث فيما يلى على اهمية التكافىء بين الطرفين وعلى ان يكون التكافىء فى جميع نواحى الحياة حتى تستقيم الحياة بينهم وحتى نقوم على تقليل الفجوات الناتجة عن عدم التكافىء اما فى الحالة الاجتماعية او الحالة الثقافية او الحالة الاقتصادية او الحالة العمرية الى اخره من جميع نواحى الحياة.
وعلى ان يكون المساحة المشتركة بين الطرفين اكثر بكثير من ان تكون نقاط الخلاف اكثر ومما يؤدى وبشكل مباشر واساسى الى تقليل نقاط الخلاف بين الطرفين وحتى يمكن ان يعظموا هذه المنطقة المشتركة والتى هى بطبيعة الحال تؤدى الى حياة اكثر استقرارا واكثر نجاحا بما يؤدى وبشكل مباشر الى الوصول الى جيل اكثر احساسا بالامان فى مجتمعنا .
واعلم جيدا انكم على درجة عالية من المسئولية التى تؤهلكم الى تعديل هذا الواقع المرير ليكون باذن الله مشرق لنا ولاولادنا ولاحفادنا وليكون وطننا الغالى مبنى على مجتمع جيد قوى متين مترابط يستطيع ان يواجه الصعاب وان يتغلب عليها جميعا ليصل الى بر الامان بفضل الله .
*خبير إدارة الأزمات فى مصر والوطن العربى
رئيس المركز العربى للاستشارات وإدارة الازمات
[email protected]
