مجلة الكبار فقط يقرؤها الكبار إقتصادية , فنية , رياضية
” أشتاتًا أشتوت ” .. “شمهورش يا شمهورش ” .. ” حابس .. حابس ” ..
عزيزي القارئ إذا كنت من أصحاب القلوب “الخفيفة” أنصحك لوجه الله سبحانه وتعالى ألا تقرأ السطور التالية وأقلب فورًا على بقية صفحات المجلة .. اتفقنا .. فلنبدأ..
الشاهد أن مصر – اللى كانت محروسة – راكبها عفريت , ” ومش أى عفريت , ده جن مصور ” .. أنظر حولك – خاصة فى السنوات العشر الأخيرة , كل شئ يثبت أن هناك أمورًا غريبة تحدث ليل نهار ليس لها تفسير منطقي أو عقلاني , سواء على المستوى الشعبى أو على المستوى الرسمي .
فعلى المستوى الشعبي حدث ولا حرج , “فالعفاريت راكبة نساء مصر ورجالها وشبابها وفتياتها وأطفالها وشيوخها من أقصى حدودها الشمالية حتى ما وراء السد العالي ” .. الأمر قد يبدو في ظاهره مضحكًا مسليًا , لكن في باطنه يحمل كوارث ومصائب لا يتحملها بشر , فكم من حالات أعرفها شخصيًا لا تنام الليل ولا يغمض لها جفن مما تراه ومما يفعل بها من شغل عفاريت وشياطين , وما أكثر الفتيات والسيدات اللأتى تبدل حالهن وأنقلبت حياتهن رأسًا على عقب , وصرن هياكل عظمية يخشى الأقتراب منهن الأهل قبل الأغراب بسبب ما يحدث لهن وما يصيبهن من لبس.
وهكذا الحال بالنسبة للرجال , فكم من رجال ” وقف حالهم ” ودمرت حياتهم , ومنهم من أصيب بالجنون , ومنهم من قرر إنهاء حياته بيده منتحرًا تاركًا خلفه الدنيا بكل ما فيها بعد ما ذاق كل أشكال العذاب .. المثل الشعبى الشائع يقول : ” اللى يده فى الميه مش زي اللى يده في النار ” .. وهى نار ليست كأي نار .. فلهيبها وشررها يصيب كل من يقترب ليحترق بنار الجن والعفاريت .
وحتى نتأكد أكثر من صدق ما سبق , فقد أشارت دراسة إلى أن المصريين ينفقون نحو عشرة مليار جنيه سنويًا ( 1.4 مليار دولار ) على الدجالين والمشعوذين وهناك تقديرات أخرى تشير إلى النفقات بلغت ( 22 مليار جنيه ), وأن عدد من يعملون في تلك المهنة وصل إلى 350 ألف ساحر وساحرة على الأقل موزعين على أنحاء مختلفة من الدولة ويستفيد من القطاع مهن كثيرة منها العطارين , وأكدت الدراسة ذاتها التي أعدها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن نحو 50% من النساء المصريات يعتقدن بقدرة الدجالين على حل مشاكلهن .
ويعتقد كثير من المصريين أن عفركوش بن برطكوش وشمورش وجاميكا يستطيع حل مشاكلهم اليومية والعاطفية والأسرية والمادية بسرعة البرق بل تعدت الأمور إلى إدخالهم في الأمور الخاصة بالإنجاب وجلب الحبيب ورد المطلقة , الأمر الذي يدفع المخدوعين للإنفاق بشراهة.
كما أكدت دراسة أخرى اجراها كل من الباحثين رشدي منصور ونجيب اسكندر في المركز القومي للبحوث النفسية أن 63% من المصريين يؤمنون بالخرافات , وقد أشار رئيس قسم الاقتصاد بجامعة قناة السويس إلى أنه يوجد في مصر دجال لكل 120 مواطنًا , وأن الظاهرة لا تنحصر بالريف والصعيد , بل أيضًا تمتد إلى المناطق العشوائية.
على الجانب الأخر .. تجد كثيرين أتخذوا من الجن والعفاريت – والعياذ بالله – أخلاء لهم , بل وصل الأمر لأبعد من هذا بكثير لعبادة بنى أبليس وتلبية ما يؤمرون به وينفذون ” أوامر الأسياد ” , وذلك لأمور دنيوية ذائلة , لكن الشيطان غلبهم وسيطر عليهم , وهناك رجال ونساء سلمن أجسادهن للجن وقبلن بمعاشرته جنسيًا ومعاشرته لبناتهن , وذلك في سبيل تحقيق أحلامهن وطموحاتهن , الأمر ليس مقتصرًا على المواطنين البسطاء , لكن أمتد إلى أشخاص منهم إعلامين وفنانين ورجال أعمال ومن أصحاب النفوذ في البلد.. وكما أكد خبراء أن الدجل والشعوذة لا يترك بابًا إلا وطرقه سواء كانت الطبقة الفقيرة أو الغنية مثل الفنانين والإعلاميين ورؤساء الأندية وتجار الأثار ورجال الأعمال وهم الأكثر اعتقادًا باعمال السحر والشعوذة ويعتقدون في قدرة الشيوخ ” الدجالين ” على تيسير أمورهم الخاصة في بعض الصفقات التي قد تتعرض للمشكلات , وحل مشاكل النجوم مع إقناعهم بقدرتهم على إبقاء بريق نجوميتهم لامعًا.
حابس .. حابس .. !!
