يَا مَن مَلَكتَ القلبَ فِينَا والنُهَى .. فَكأنَّمَاْ اْنتَ العقلُ والأعضَاءُ
النورُ أشرقَ بالسَّمَاحةِ بَاسِمًا .. إذ هَلَّ فِينَا وَجهُكَ الوَضَّاءُ
أُرسِلْتَ مِن قِبَلِ الإِلَهِ لِنَكبَةٍ .. إذ أَدْمَسَتْ واشتَّدَتِ الظَّلْمَاءُ
فَهَمَمْتَ كالأسَدِ الجَسُورِ لنَجدَةٍ .. إذ زُلزِلَتْ بالثَّورَةِ الأرجَاءُ
فنَزَلتَ عندَ مُرادِ شَعبٍ مُخلِص ٍ .. قد هَالَهُ ما حَاكَهُ البُؤَسَاءُ
فأَزَحتَ مِن بَينِ الصُّدورِ مَرَارة ً .. فتَضوَّعَتْ اَلبَسمَة ُالسَّمحَاءُ
وطُلِبتَ عَونًا للكِنانَةِ إذ خَلتْ .. مِمَّن يُرشَّح ُ أرضُهَا السَّمراءُ
فأَجَبتَ شعبًا قد رَآكَ طَبِيبَهُ .. إذ غابَ حِينَ الشِّدةِ العُصَمَاءُ
ومَضَيتَ بِاسمِ اللهِ تَحمِي دُرَّةً .. مِن كُلِّ صَوبٍ إذ أتَى الأعدَاءُ
فقَصَمتَ ظَهَرًا للخِيانَةِ رَامَها .. إذ ابْتغَي إِرهابَها الأُجَرَاءُ
وتَكَاتَفوا لتَكونَ ضَربَةَ واحِدٍ .. يَتَقاسَمُ أجزاءَهَا الغُرَمَاءُ
مِن سَائِغِ اللُقْمْاتِ ظنَّوا أرضَهَا .. فانْهَلَّ في قُبُورِهَا الجُهَلاءُ
وحَفَرتَ شِريَانًا عُبُورًا ثَانِيًا .. فكَأَنَّ مَنْ شَقَّهُ القُدَماءُ
كان التَّحدِّي في الزَّمَانِ وضِيقِهِ .. فتَزَلزَلَتْ وانْصَاعَتِ الصَّحراءُ
وشَرَعتَ في إِكمَالِ أكبَرِ نَهضَةٍ .. بِالشَّرقِ مِن أسرَارِهَا المِينَاءُ
وعَهِدتَ بالتَّعمِيرِ أغلَى بُقعَةٍ .. سَينَاءَ ، ما أدرَاكَ ما سَينَاءُ
سِرْ يا حَبِيبَ الشَّعبِ مَوثُوقَ الخُطَا .. أَكمِلْ بِنا ما سَطَّرتْهُ سَمَاءُ
فاللهُ من نُبلِ المَقاصِدِ قد حَبَا .. مِصرَ الكِنانَةَ مَنْ يَداهُ رَخَاءُ