مختارات
الرئيسية / ثقافة و أدب / احمد عفيفي يكتب : رانيا كمال أديبة واعدة تحاكم أشباه الرجال!!

احمد عفيفي يكتب : رانيا كمال أديبة واعدة تحاكم أشباه الرجال!!

الكاتب أحمد عفيفي

أجمل ما في رانيا كمال   انها مستمعة جيدة .. يشغلها دائما السؤال.. هى كاتبة تخطو خطواتها الأولى في هذا المجال الأدبي ، مدركة تماما صعوبته ، ولا تتدعي بحال من الأحوال لمجرد ان لها روايتين منشورتين ، واحدة منها صدرت بطبعتها الرابعة ، انها إذن قد وصلت إلى ماتصبو اليه .. بل بالعكس ، تشعر انها لاتزال تتعلم حريصة كل الحرص على سماع النصيحة بصدر رحب يعكس ثقة في النفس وقناعة تامة ان الأديب يظل تلميذا في محراب هذا الدرب العميق الذي يتطلب جهدا مضاعفا لأن مايخطه قلمك يؤثر في المتلقي الذي وصل لدرجة من الوعي بحيث يفرق مابين الغث والثمين.

الروائية رانيا كمال

……………

قرأت لها روايتها ( أشباه رجال ) .. وأعجبتني الفكرة التي وصلتني من خلال السرد والأحداث.. فالبطلة واسمها براءة جمال ليست ضحية رجل واحد بل مجموعة من الرجال نصبوا شباكهم حولها متخيلين ان صيدها سهلا بمعسول الكلام وادعاءات الحب الكاذبة ، لكنها بذكاء الأنثى الفطري أدركت انهم جميعهم لا يريدون منها إلا الجسد ، رجال لايحركهم ناحية اى امرأة إلا الشهوة .. لايعتنون بعقلها وفكرها وسمو مشاعرها ونبلها.. هذه أشياء لا تحرك غرائزهم ومنطقة الإثارة لديهم .. الأنثى اى أنثى مجرد جسد ملفوف ونهد نافر وأرداف متأهبة للمس والاقتراب وشفاه تنشد الارتواء من اى ظمآن عابر للطريق.

……….

واضح ان رانيا كمال تملك عن وعي حقيقي أدوات الكتابة الأدبية ومدلولاتها.. فاختيارها لاسم البطل والبطلة له مدلول يحرص على توصيله المؤلفون الكبار .. فهاهى ( براءة جمال ) تعيش اسمها وتلتف بمعناه وتعيشه.. وها هو( أدم ) يرمز الينا جميعا كنوع ذكوري نعاني من الاحتياج الطبيعي للنوع الأخر ، وأمام هذا الاحتياج نلقي بكافة المشاعر الإنسانية في أقرب صندوق قمامة، مقابل لحظة واحدة نظنها- عن جهل – الحياة كلها حين نخرج شهوتنا وتهدأ أجسادنا لحين استعادة نشاطها مرة أخرى لنبحث عن فريسة ثانية حتى ولو كانت كلبة في عرض الطريق.
………….

براءة – وهى شاعرة وكاتبة – لم يصدمها ادم بمشاعره الدنيئة تجاهها، بل صدمتها فيه انه يبيعها لصديقه ليرى ان كانت ستلين له ام ستظل على موقفها تجاه كل الرجال .. فشل في ان يكسر كبرياءها، فأراد أن يختبرها مع غيره ، ربما نجح هذا الغير في إذلالها والنيل منها ، فتأتيه وعينها في الأرض وتهبه هو الأخر ما كان يسعى إليه.. تعطيه جسدا ملوثا ، ربما لفظه هذه المرة إمعانا في إذلالها وكسر نفسها.

……….

تتساءل براءة – ببراءة لامكان لها في زمن الخسة والندالة- اى نوع من الرجال أنتم ؟ .. لستم ابدا رجالا .. أنتم أشباه رجال .. تظنون أن هذا العضو الذي يميز نوعكم هو معيار الرجولة ورمزها ، غير مدركين لقلة الوعي والضمير ان الرجولة لها معاني أخرى ، أمامكم الف عام كي تعرفونها.

حكت براءة – قبل أن تحكي قصتها – قصة زميلة لها مرت بنفس الظروف وكأنها تحكي عن نفسها ومنعها الخجل ان تبوح وتصارح.. فقدمت لنا إيزيس الصديقة التي أحبت برقي واخلاص، فجنت بغضا وسفالة وخيانة .. وكأن براءة تريد أن تقول لست وحدى في هذا العالم الأنثوي التي تعاني.. فأنا مجرد نموذج لفتيات كثيرات ظنن عن جهل وقلة وعي ان الحب يسمو بالمشاعر ويرتقي بها.. لكن أشباه الرجال يدنسون هذه المشاعر التي لاتلبي غرائزهم ( التحتانية ) التي يعيشون عمرهم كله لإشباعها ولو كان الثمن حياة فتاة.

………..

كان لابد لبراءة ان تلقي حتفها دهسا تحت عجلات سيارة مسرعة.. معلنة موت البراءة في هذا المجتمع محذرة بنات جنسها من خلال روايتها ( أشباه رجال ) ، الورث الوحيد الذي تركته لهن ، ان يفقن من غفلتهن ويدفن براءتهن ويهلن عليها التراب، فلا مكان لها في زمن تنتهك فيه المشاعر النبيلة بقسوة ذكورية غير مسبوقة.. فيا معشر الرجال ، انا لم أمت.. فقد تركت كتابي هذا لكل انثى كي تحتاط منكم وتأخذ حذرها وأمامكم من الأن خياران لاثالث لهما.. إما أن تتوبوا او تموتوا.. وبما أن التوبة عند أمثالكم بعيدة المنال .. فموتوا كي نرتاح وتريحون انفسكم.

………….

وعلى عكس أشباه رجال.. تأتي رواية رانيا الثانية ( أحببت هذا الرجل ) .. فها هي( رسول الهاشمي ) الكاتبة والمذيعة تمر بتجربة زواج أرغمتها الظروف الحياتية عليها ، وخرجت منها خاسرة جنينها ورحمها بعد اعتداء وحشي من هذا الزوج العنيف في اسلوبه ومشاعره.. لتلتقي برجل أخر احبها بصدق وأحبته.. وكان لزاما عليها ان تخبره بحقيقة من حقه أن يعرفها وهى عدم القدرة على الإنجاب.. احترم فيها صراحتها وأصر على الارتباط بها .. لكن نداء الإبوة ألح عليه فتزوج سرا من أخرى حتى لايجرح مشاعرها.. لكنها انفصلت عنه وهى تحبه ولا تعاتبه.. فها هو يرسل إليها خطابا : أحببتك كما لو كنتي الأنثى الوحيدة في هذا العالم .. لكنني ضعفت أمام رغبة طبيعية ان أكون أبا ولي ذرية .. والخيار امامك وبيدك.. لو تريدين العودة فهذا منتهى أملي وان رفضتي فهذا حقك.. لا ألومك عليه مثلما لا ألوم نفسي على مافعلته ..وواثق انك تدركين معنى ما أقوله.

………….

بقي أن أقول للكاتبة الواعدة .. تكتبين وكأن أحدا يجري خلفك ويحثك على الإسراع .. فتسقط منك أحيانا جمالية السرد ورونقه.. كما لابد أن تعرفي ان هناك فرق بين كتابة الرواية وكتابة المسرحية .. فقد غلب الحوار الطويل على الروايتين .. ويسبق الحوار دائما اسم قائله.. مثلا تكتبين فقلت له :
أنا : ……..
مدحت : ……..
انا .: ……….
هو : ……….

هذه الطريقة لا تصلح للرواية وتقلل متعة القراءة.. لكنها الطريقة المعتادة في كتابة المسرحيات التي تعتمد على وصف المشهد في سطرين فقط ويكون الحوار هو العنصر الأساسي.. حيث تسبق الجملة الحوارية اسم الناطق بها .. لكن اسلوب القصة او الرواية يختلف تماما عن هذه الطريقة.. كما لاحظت بعض الأخطاء النحوية التي اتمنى ان تنتبهي لها في رواياتك القادمة.

لكن في النهاية اقول : حسك الأدبي لمسته من سردك ووصفك للمشاعر والأحداث.. والفكرة عندك هى المحرك للعقل والمحفز للقلم.
وواثق انك في المرات القادمة مع نصيحتي لك بكثرة القراءة والاطلاع ان القادم سيكون أفضل بكثير.

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.