مختارات
الرئيسية / وجهات نظر / الجميلة والوحش .. بقلم د . جيهان سليمان

الجميلة والوحش .. بقلم د . جيهان سليمان

الأساطير أيضًا كان يصنعها الواقع .. وخاصة أساطير العشق التي كان يلهمها الخيال المجنون .. وقد توقفت كثيرًا عند اسطورة الجميلة والوحش ..التي صنعوا منها مئات القصص الرائعة للأطفال والكبار يؤكدون فيها معاني لا توجد في البشر وقد يتحلي بها أخرين .. فالوحش الذي غرق في عشق الجميلة واغرقها فيه كان حنونًا جدًا .. قادرًا علي حمايتها من جنونها البرئ الذي يدفعها إلى المخاطر وقادرًا علي حمايتها من كل من يتربص لها في الغابة .. كان الوحش قلبه دافئًا ..يبكي دون أن تري الجميلة .. يتحمل كل أخطائها الصغيرة لدرجة تدعوها إلي الدهشة .. هل يسامحها لأنه يحبها .. أم لأن قلبه أكبر من قلبها بكثير .. أم لأنه يفهمها أكثر من نفسها ويحتوي كل أعاصير الخوف بداخلها ..
أسرها فيض أحساسه فأصبح الوحش كل شئ في حياة الجميلة .. وأصبح يحمل رسالة للحب تحمل في مغزاها للعالم أن الحب عطاء بلا حدود .. فقد حمى الوحش الجميلة حتي من ذاتها ..
فأصبح منتهي أحلامها أن تحتمي بين يديه من تلك الغابة اللعينة التي لا تعرف الحب وتدعيه ..
حولها الوحش من كره ثلج الي راقصه فوق الجليد تغني …ومن فتاه مسبله العيون الي كتله نشاط لا تهدأ ..تنتظر ان يختفي قمرها لتبدأ صباحا جديدا …صنع من عيونها نورا ..ومن ابتسامتها شفق ..الهم الوحش الجميله ..عناوين جديده للحياه ..
ورغم خجله الجم ..الا انه علمها كل مفردات العشق التي لم تكن تدري عنه شيئا ..
اما هي فكانت تهديه حبها الذي فاق الحدود حتي وهي تدعي الرحيل عنه ليبقي .. وكلما ابتعدت قليلا ..ارتعدت بلا هواده ..كطفل ضل طريقه الي الحياه ..ولطالما عشقت مناجاته وهو نائما ..وكانها لحظات الاعتراف القصوي لعشقها اليه ..فلاول مره تعلم ان الحب اعظم كثيرا من كل ما تغنت به ..وان من يحب لا يستطيع الا ان يبقي بجوار حبيبه مهما حاول الابتعاد …وكثيرا ما كانت الجميله تطالب الوحش بالرحيل ..ولكنه كان ينظر اليها وتخبرها عينيه الجميله المسبله بان حياتها لن تمضي الا ببقائه ..اسرها عشقه ولم يكن هناك اجمل من الاستسلام ..حتي لو كان لا يخلو من لحظات تمرد … تهدئها عينيه حتي لو كانت نائمه

كان الوحش نائمًا بعدما أغمض عيناه العسلية الجميلة , وكانت الجميلة تنظر إليه بعيون مخلوقة علي الدهشة وتسأل ذاتها .. لماذا لا يتحمل الوحش أن أغضب مثلما أغضبه .. لتجيبها الطيور التي أتت رغم بقاع الثلج .. لأنه يملك قلبًا أكبر من قلبك .. ولأنه أيتها الجميلة أجمل منك بكثير .. ولأنه أيتها العاشقة يفهم مالا تفهمينه من العشق ..
فتقترب منه همسًا .. وتضع رأسها فوق كتفيه لتقول إليه ..حينما أضع رأسي علي كتفيك ثق أنني أستغنيت بك عن العالم ..
كانت جميلة الأسطورة يطاردها غرابان .. الأول له صوت مزعج يشبه نعيق الضفادع ..اسمته الجميلة كتلة الثلج الشريرة المتحركة .. فقد كان كلما ظهر تظهر معه الأعاصير ولا تهدأ .. وكان الغراب الثاني لصًا محترفًا .. توهم أنه سيسرق منها كل شئ ولم يكن يعلم أن الجميلة الهادئة .. تعلمت من أصوات الغابات كيف تكون وحشًا حينما تريد …
وكانت كلما حاولت أن تسرد إليه حكايتها مع الغربان ..يبتسم ..ويحاول أن يسكتها ليسرد إليها حكايات الورود
وكانت كلما نوت الرحيل من فرط شعورها بالثلج .. أوقد لها من عينيه موقد .. لتهدئ , وتكف عن البكاء ..ويغطئها وتنام …
وحشًا رائعًا ذلك الذي عشقته الجميلة .. كلما ألتقته تشعر أنها أجمل .. وتخطو بجواره ملكة .. بكبرياء
أنها عاشقة الوحش الذي يملك مالا يملكه كل الآخرين .
إنها من تملك بين يديها حبًا ينهزم أمامه الشر العتي .. وكل محاولاتها للأستسلام اليأس للهروب من نقيع الغربان ..
أنه الحب الذي تحتاجه المرأة التي هزمها وهم الحب .. فانقذتها أسطورة تفوق قسوة الواقع لتعلمها من جديد كيف يكون الحب
إنها حكايه الجميلة .. والأجمل .. الوحش

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.