مختارات
الرئيسية / وجهات نظر / المدارس الغير مختلطة جريمة في حق عالمنا العربي الإسلامي .. بقلم : عبير زكي
عبير زكى

المدارس الغير مختلطة جريمة في حق عالمنا العربي الإسلامي .. بقلم : عبير زكي

صعوبة التواصل بين الجنسين من الذكور والإناث هي مشكلة كبيرة تواجه شباب وفتيات عالمنا العربي الإسلامي بعد الكبر . فهناك بين الذكور والإناث فجوة كبيرة تحول دون تواصل الجنسين فيما بينهما … وقد لاحظت أن هذه المشكلة لا توجد في الدول الغربية الأكثر إنفتاحاً أو الأكثر تحرراً ولكنها توجد فقط في عالمنا العربي الإسلامي وقد تسائلت مراراً وتكراراً مع ذاتي ما هو السبب في صعوبة التواصل في مجتمعنا بين الشباب والفتيات والذي خلق بينهم نوع من الرهبة والخوف في التعامل لدرجة الخوف من الحب أو من الزواج لدى الغالبية العظمى من الجنسين ووجدت أننا تربينا منذ الصغر على الخوف من التعامل مع الجنس الأخر وتحريم حتى المشاعر البريئة التي يمكن أن تنشأ بين شاب وفتاة بإسم الدين وظهر ذلك بوضوح في الفصل بين الذكور والإناث عن طريق المدارس غير المختلطة وذلك بسبب أن الوالدين يشعرون براحة أكبر عندما ينفصل الذكور عن الإناث بسبب الإنجذاب الجنسي الذي يمكن أن يحدث بينهما فيظن الناس أن عدم الإختلاط هو الطريق الصحيح وأيضاً لثقافة دينية راسخة وهي أن الدين الإسلامي يدعو لفصل الذكور عن الإناث ولذلك أحببت أن أسرد هذا الموضوع الذي يعاني منه شباب وفتيات عالمنا العربي الإسلامي لنعرف ما الأسباب وما هي الحلول فمن المعروف أن التنشئة السليمة للأطفال تبدأ أولاً من الأسرة وثانياً من المدرسة فإذا تلقى في الصغر الذكور والإناث من الأسرة تنشئة إجتماعية صحيحة مبنية على وعي ديني سليم ومع دخولهم للمدارس الغير مختلطة فقد ينشأ جيل من الفتيات والذكور الملتزمين جدا لكنهم مع الأسف يفقدن الثقة في أنفسهم في تعاملهم مع بعضهما البعض فكلا من الجنسين يفقد قوة الحديث مع الجنس الأخر فيكون هناك صعوبة في التواصل بين الجنسين فيحدث نوع من الرهبة والخوف فيما بينهما قد يصل إلى حد الإنطواء والبعد عن التعامل نهائياً مع الجنس الأخر سواء من الذكور أو الإناث والتأخر عن سن الزواج أو حتى العزوف عن الزواج مما يؤدي إلى إنتشار ظاهرة العنوسة سواء عند الذكور أو عند الإناث وحتى إذا حدث الزواج تظهر بوضوح صعوبة التفاهم والتواصل بين الطرفين في الأمور الحياتية أو الاجتماعية فيما بينهما أو صعوبة القدرة على اتخاذ القرار المشترك بينهما وذلك لأن كل جنس منهما لا يفهم الجنس الأخر مما يؤدي ذلك إلى زيادة حالات الإنفصال أو الطلاق كما هو منتشر حالياً في عالمنا العربي الإسلامي .. ومن ناحية أخرى إذا لم يتلقى الذكور والإناث من الأسرة في الصغر التنشئة الإجتماعية الصحيحة والممزوجة بالوعي الديني السليم ومع دخولهم إلى المدارس الغير مختلطة فإن هذا ينشئ جيل أخر من الذكور والإناث الغير ملتزمين ويظهر ذلك في ظاهرة هروب الفتيات أو الذكور من المدارس لمقابلة بعضهما البعض وإقامة المقابلات الغرامية أو حتى العلاقات المحرمة فيما بينهما وتظهر أيضاً بشدة نتيجة لعدم الإختلاط ظاهرة تحرش الذكور بالإناث وتكثر أيضاً حالات الإغتصاب وذلك بناء على مقولة كل ما هو ممنوع فهو مرغوب وهذه الحالات السلبية لا تظهر بكثرة في الدول الأكثر إنفتاحاً كما تظهر بشكل كبير جداً وملحوظ في عالمنا العربي . ولذلك أعتقد بعد توضيح أسباب عدم التواصل بين الذكور والإناث وما تفعله بهم المدارس الغير مختلطة من تفاقم مشكلة التحرش الجنسي بالفتيات وحالات الإغتصاب. أن الحل لهذه المشكلة الكبيرة يتلخص في أنه لكي ننشئ جيل سليم سوي متدين يعرف دينه يمتنع عن الخطأ ولكن لا يخاف من التواصل مع الجنس الأخر أنه يجب من البداية أن يحرص الوالدين على الإهتمام والإعتناء بأبنائهم لأن الأولاد في الصغر أكثر استقبالاً واستفادةً من التربية فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر وقد قال الله تعالى ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ) لذلك يجب على الوالدين تربية أبنائهم تربية صحيحة لأن في التربية الصلاح وتنشئتهم تنشئة إجتماعية سليمة ممزوجة بوعي ديني صحيح مبني على الإحترام بين الجنسين سواء الذكور أو الإناث وحثهم على عدم الخوف من التعامل فيما بينهما . فيجب على الوالدين أن يجعلوا الصغار من الإناث أو الذكور ينظرون إلى بعضهما البعض مثل الأخوة وتعليمهم الود والإحترام في التعامل والخوف على الأخر وليس الترهيب والتخويف من الجنس الآخر حتى لا يخلق لديهم الخوف والنفور من بعضهم البعض . أما بالنسبة للذين ينادون بالفصل بحجة أن الدين الإسلامي ينادي بذلك أعتقد أنهم مخطئون والدليل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى قال : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وهذه الأيه لا تحث أبداً على الفصل بين الذكور والإناث ولكنها تحث على التعارف بين الناس سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً وأوضح الله تعالى أن أكرمهم عند الله من يتقي الله ويخافه أي لا يفعل ما يحرمه الله والذين يتحججون بأن الله سبحانه وتعالى يأمر بغض البصر فلذلك يجب الفصل على قدر الإمكان سأقول لهم أن الله سبحانه وتعالى قال “قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ” أن مناسبة هذه الأيه جاءت بعد آيه الإستئذان للدخول إلى بيوت الغرباء حتى لا تقع الأعين على عورات الناس وأيضاً جاءت بشكل عام لمن ينظرون في الطرقات النظرة فقط التي بها الشهوة والتي يحرمها الله سبحانه وتعالى على النساء وعلى الرجال أيضاً ولا يتحدث إلى أي نظرة أخرى بها إحترام يفرضه التعامل بين الذكور والأناث في تنظيم الحياة . وقد قال أيضاً رسول الله – صلى الله عليه وسلم “إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم” أي أن النساء جزء من الرجال ومساويات للرجال فيما فرضه الله سبحانه وتعالى وما يثبت صحة حديثي أنه عند وقت الصلاة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأم المسلمين والمسلمات في مسجده معاً فكان النساء يصلين خلف الرجال أي في نفس المسجد وليس في مسجد أخر ولو شاء الله أن يحرم ذلك لأمر بالفصل بينهم ومنعهن من الصلاة خلف الرجال وأمرهن بالصلاة في مسجد أخر أو حتى أن يصلين في بيوتهن لذلك أعتقد أن ما حدث من صلاة النساء خلف الرجال في نفس مسجد رسول الله إنه لحكمة من الله تعالى أن النساء ملازمات دائماً للرجال حتى في وقت العبادة . وكذلك أيضاً أثناء الطواف بالكعبة المشرفة يوجد صفوف النساء وبالقرب منهن صفوف الرجال ولو شاء الله سبحانه وتعالى الفصل بينهم لجعل هناك أيام لطواف النساء بالكعبة وأيام أخرى لطواف الرجال ولكن الله سبحانه وتعالى خلق حواء ملازمة دائماً لآدم وليست بعيدة عنه حتى عند وقت العبادة والقرب من الله سبحانه وتعالى . لذلك يجب أن تعود المدارس المختلطة وتحريم وتجريم المداس الغير مختلطة وبشدة لأنها بالفعل جريمة في حق الإنسانية فالمدارس الغير مختلطة تخلق بيئة إصطناعية مختلفة عن العالم الطبيعي الذي خلقه الله سبحانه وتعالى فالعالم ليس من جنس واحد ولكنه عالم خلقه الله سبحانه وتعالى من جنسين به الذكور وبه الإناث معاً في هذه الحياة ينظم العلاقة بينهم فقط تعاليم ديننا الإسلامي الذي يجب أن يعلمه ويغرسه الأباء في أبنائهم منذ الصغر أثناء تربيتهم لهم تربية صحيحة تجعل الأبناء سواء كانوا ذكور أو إناث هم أنفسهم وحدهم يعرفون الصواب من الخطأ حتى في وقت غياب الأب والأم عنهم فيفعلون الصواب ويبتعدون عن الخطأ فقط لإقتناعهم وليس بفصلهم عن بعضهم البعض وترهيبهم .

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.