رَسمت ُ على الحوائط ِ نبض َ قلبى
وأخبرتُ الوسائد َ لا تنامُ
فظل َّ الرسمُ فى جُدران ِ صدرى
وظلَّ النومُ فى جَسدى حُطَّام ُ
فكم بالليل ِ ذكرى تَجرُّ ذكرى
على قلبين ِ بينهما خِصامُ
فما بالليل ِ أطيار ٌ تُغنِّى
سوى طيرٌ تُهاجمُهُ الآلام ُ
فقد يتلو بطول ِ الليل ِ شكوى
وفى صمت ِ معارجَهُ تُضامُ
أنا يا ليلُ أكتمُ طى َّ صدرى
ويضحكُ ساخرا ً منِّى اللئامُ
وقد ظنوا بأنّها غورُ جرحى
وقد جاوزتُ بالفيض ِ اهتمامُ
فأُخبرُهم بأنَّها فى ضلوعى
وأنَّ الكِذبَ فى الحبِّ حرامُ
فهل يا ليلُ أُفصحُ طىَّ صدرى
أمِ ِ الكتمانُ أصدقهُم سلامُ
ألا تذكُر بمجلسنا وثاقا ً
كمثل ِ الطوق ِ راقصه ُ رُخَامُ
فإن طرنا تُفرِّقُنا الضواحى
وإن عُدنا يُجمِّعُنا الغرامُ
ففى عيناها بحر ُ الحبِّ ماضى
وفى شطَّيها عصفورين ِ حاموا
على الأمواج ِ همسٌ لا حديثٌ
فخيرُ حديث ِ إن قلّ الكلامُ
وأبصرُ أنَّها بدُجاكَ أمِّى
وبى تحنو علىَّ أنا الغُلامُ
وأنَّ الليل َ محرابُ الأحبَّة
أقوم ُ ِ مُصلِّيا ً وهىَّ الإمامُ
وإن مرَّت أمامى أقولُ ويحى
على ملك ٍ يتوِّجهو الأنامُ
وإن أصبحتُ فى تغريد ِ طير
لها صوتٌ بوتر وانسجامُ
حمحم فى الرُبا تختالُ كِبرا ً
وواثقة ُ الخُطا وبها زحامُ
وإن نقَّبت ُ فى قمم ِ الجمال
لسادت واعتلى فيها المَقَامُ
تُرى يا ليلُ ملبسُها الرقيقُ
من َ الأفلاك ِ أم نَسجَ العِظامُ
كأنَّ نسيجُها مسك ٌ وعنبر
ومرمرُها الشقى يُحيِّ العِظامُ
على خدَّيها نارٌ واحتراق ٌ
ومن خجل ِ الحياء ِ لها إحترامُ
تزاحمَ حولها من كلِّ فجِّ
بمن سُقموا فإندملَ السقامُ
وفوق الوجه ِ زهرٌ واشتياق ٌ
وفوقَ الخدِّ ورد ٌ وانتظامُ
على كتفيها إنتشرت شعورٌ
بطول ِ ِ الليل ِ لوَّنها الظلامُ
ومن خصر ِ الخيول ِ جميل ُ خصر
إذا إنطلقت وخلَّفها اللجامُ
تُرى ياليل ُ تُنصفُ بى وتَعدل
ألم يكفيك َ حرب ٌ وانتقامُ ..؟
أُصافحُ فى الهوى يد ُّ الليالى
ألم يُضنينا هجرٌ واقتسامُ…؟