مختارات
الرئيسية / وجهات نظر / رائحة العود.. بقلم : جيهان سليمان

رائحة العود.. بقلم : جيهان سليمان

رائحة العود تذكرني بك  ..توخز قلبي بذات الألم البارح .. يترنم بها الجميع , أما أنا فأهرب .. من عبق يشبهك فيطلق علي من جديد الشياطين والسحرة.

 رائحة العود.. حرضت بها أصوات الصراخ بداخلي لأموت ألمًا وعويلًا.. ثم أحييتني من غفوتي بذات العبق  ..وراقصتني حتي الصباح وأنت تغني حكايات المساء اللعين  .. الذاكرة ترجو السماء أن تنسي جراحك ورائحة العود تهفو مع نسمة عابرة فاتذكر قسماتك .. كم كانت عيناك التي تشبه السماء صافية وأنت تراوغني وتسحرني فاهيم عشقا بك عطشي .. وكم كنت أتجاهل خوفي منها وأنسي أنها تنذرني بسحر ملعون   .. وكيف أصبحت الأن عنوانًا للخداع واصطياد القلوب البريئة لسرقة الحياة منها وأمتصاص دمائها.. كم كنت محتالًا شهريار .. وفمك القرمزي الملعون الذي كان يحتسي كل النساء ويوهمني بأنه يرتل تراتيل التوبة .. ويذكر لي كم كان يعشقني ويذوب في هواي , صار مثل قيود الأستعباد التي تستلهم من يحررها ويفك إليها طلاسمك .. وأنفك المعقود يشبه الغيمة التي تخفي سرًا عن كون محتال مختالًا بأوهامه وكذبه .

يا سيدي المعتق بالعود …كم مره سخرت دونما أدري من حروفي إليك وأنت توهمني بأنك العاشق الملتاع .. كم مرة تغمزت وأحبكت جريمتك في حق قلبي وأنا أركض إليك لنلتقي في وكر حكاياتنا الملساء .. كم مرة سرقت العصافير وعرائس البحر وأطلقت عليهن نسائك المجونة وأحبارك السوداء أخجل مني ومن قلبي.

 كلما تذكرت كم أحببتك وتعودت علي عبقك الذي بات يكفني كلما أستنشقته عابرًا رغم عني وكم ترددت يا سيدي أن أغرق سطوري بكرهك بعدما حرضت في حروفي وهمًا الأساطير لتجتاج خيال القراء ويسأونني عن شهرياري العاشق , سأقف علي منبر بلا عبق غير التطهر منك لأروي كم كانت حروفي في يديك ملهاه .. وكم كان قلبي سلمًا لتحتل جبال لا تشبهك  ..وكم كانت النسور التي عشقتها علي كتفيك وديعة وتوحشت وألتهمت كل ما بقي في .

رائحة العود .. ظلمتها معك سيدي .. وصارت عنوانًا للألم المعتق .. صارت لعنة تطاردني وتهجرني أماكن الضحك لحزن بلا منتهي صارت قيدًا فوق رقبة كانت قبلك باسلة .. ومعصم كان قبلك حرًا طليقًا .

رائحة العود .. تجعلني أرتعد وأنهار فوق خط أفق لأسقط مع شمس الأصيل اختبئ من عالم صار أسود بك .. وأسهر مع نجوم تنتظر مطلع الفجر لتستريح من فورة عاشق موهوم.

 فهل رأيت سيدي امرأة تغادر عبقًا جميلًا يذكرها بوهم عاشقها ؟!  ..وهل رأيت امرأة تكره مثل هذا الكره وتغادر قلبها كي لا تلتقيك أيها العابث بالقلوب ؟!  ..السارق لتلال العشق المزهر .. الراقص فوق جثث المرمر المسبلة.. القارئ لكل تعاويذ السحر فوق جسدي , غادرني بعبقك واؤحل من بصيص ذاكرة يوخزها ألمك البارح , أترك خيالي يتلمس قوة جديدة ربما أعادت سطور العشق إلي مراسيها التي ينتظر فوقها العشاق ليعشقون.

 أترك الحروف حتي لو استدعت ألمك وعبقك ربما أحييت سطورًا جديدة ينيرها رحيلك الأبدي ..

 أرحل …

فأنت سيناريو اللعنة الأسير الذي لن يعرف الحرية بعد الأن.

gehanseleman @yahoo.com

 

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.