مختارات
الرئيسية / وجهات نظر / شباب الأمل ودرس التمكين .. بقلم : عبد العزيز صــبره

شباب الأمل ودرس التمكين .. بقلم : عبد العزيز صــبره

 
هم فعلا شباب الأمل ، فبرغم أنهم كادحون ، إلا إنهم ناشطون وطنيون ، ولم يكونوا يوما ناشطين سياسين مرتزقة ، أو ممولين ، هم فقط اعتمدوا على أنفسهم، وتمكنوا من السلطة، بفعل إرادتهم الصلبة ، وقوة عزيمتهم، وصبرهم ، وعملهم المخلص الصادق.
شباب قرية الأمل، بمركز الحامول، كفر الشيخ ، وقفوا أمام منزل جارهم، عضو حزب الحرية والعدالة، يهتفون يسقط حكم المرشد يوم 30 يونيو، لم يسبوا ولم يلعنوا، ورفضوا يومها الذهاب لعاصمة المحافظة، أو النزول للقاهرة، أصروا أن يصنعوا ثورتهم في قريتهم ، طلبوا قنوات فضائية ، ولكن جميع الكاميرات كانت مشغولة أو محجوذة للعواصم والمدن الكبرى .
لم ينخدعوا بدعوى جماعة تتستر بالدين ، ولا زيف حزب ، أحتفظوا باستقلاليتهم كاملة .
ولمن يقول أن الشباب أحجم عن المشاركة في الاستفتاء على الدستور ، فهؤلاء نحو ثمانين شابا جمعوا أنفسهم وشدوا الأيادي بالأيادي وكونوا مسيرات جابت شوارع القرية التي تشارف على أن تصل لحجم مدينة صغيرة ، وجابوا أيضا عددا من القرى منها القريب والبعيد، وعلى نفقتهم الخاصة ، أوقفوا سيارات لنقل المواطنين للاستفتاء على الدستور .
لم يشاركوا بأنفسهم فقط ، بل حملوا – بجنيهات جمعوها لاستئجار سيارات – المواطنين إلى اللجان.
يصعب ذكر أسماءهم ، فكلهم يتمتعون بقدر كبير من الروعة والصفاء والنقاء ، وهو ما يجعلك تتحرج كيف تسرد أسماءهم ، ومن أولا ، ومن آخرا ، فكلهم على نفس الدرجة من الفهم الوطني والوعي الفطري والعمل الجميل، هم فقط  يستحقون أن يحملوا اسم قريتهم التي أحبوها ، فهم شباب الأمل .
فبعد مشاركتهم في ثورة 25 يناير والتي شارك فيها كثير منهم من خلال مسيرات في المدن الكبرى ، طوروا مشاركتهم  إلى صنع ثورة في القرية في 30 يونيو ، ثم توجهوا بعدها بأيام إلى البناء.
منهم من يعمل في مدينة بعيدة ، ومن عاد من سفر خارج الوطن ليشتري سيارة يعمل عليها ليكفي أسرته ، ومنهم من يعمل في الزراعة الشاقة ، فكلهم يعملون.
هؤلاء – شباب الأمل – جمعوا من الأموال القليلة التي يجنوها بكدهم وعرقهم ليشتروا أشجارا صغيرة زرعوها في طرق القرية ومقابرها ، بذلوا جهدا من أجل الحصول على أعمدة إنارة قديمة من الوحدة المحلية ، وقاموا بإصلاحها وأشتروا اللمبات لإنارة مقابر القرية .
نالوا حبا فوق حب من أهاليهم بعد أن رأوهم يعملون عملا جيدا .
ولأن القرية تعرضت لما تعرضت له مصر من محاولات تشويه فلم يسلموا من الغمز واللمز الذي أضحى خبرا سيئا ، بل أرسلت شكوى من مجهول دنيء معلوم ، بحقهم إلى مديرية الطرق حينما جمعوا بضعة آلاف لصنع بوابة دخول على مدخل القرية كتلك التي تضعها المدن تحمل ترحيبا بالزائرين ، ولكن الشباب كان قد سلك في ذلك الطريق الشرعي وعملوا وفقا للمقاييس والمواصفات المنظمة السليمة والصحيحة ، فباءت الشكوى بالفشل ، وكان ذلك من الجماعات نفسها التي حاولت محاربتهم ، وسعت بينهم بالوقيعة ولكن الشباب كان ذكيا ولم يقع الشرك
طلبوا المساعدة من الجمعيات الأهلية التي سيطر عليها أفراد محسوبين على الجماعة ، فرفضت ، فأنشأوا جمعيتهم لتكون لهم آلية للعمل والتمكين ولم يجلسوا عاجزين ، وهاهم يستعدون بجمعيهم للانطلاق .
هم شباب شاركوا بأنفسهم ومكنوا أنفسهم ، يحبون بلدهم ، ويفهمون واقعهم وما يدور حولهم .

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.