مختارات
الرئيسية / مقال رئيس التحرير / صُناع التاريخ .. بقلم : باهر السليمي      
باهر السليمى

صُناع التاريخ .. بقلم : باهر السليمي      

 

13 مارس 2015 يوم لن ينساه المصريون , ففي هذا اليوم أنعقد المؤتمر الاقتصادي العالمي ” مصر المستقبل “, هذا المؤتمر الذي يعد بداية حقيقة لمصر القرن الحادي والعشرين , لتعود مصر من جديد , بعد سنوات عجاف كادت أن تأخذها إلى غياهب الزمن دون رجعة .

عادت مصر عفية قوية بأبنائها ورجالها المخلصين الذين عاهدوا الله وأقسموا بجلاله وعظمته أن يبذلوا كل رخيص وغالي فداء لهذا الوطن , رجال صنعوا التاريخ وأعادوا كتابته من جديد , وسطروا صفحاته بدمائهم وعروقهم , لم ولن يثنيهم عن طريقهم أى إرهاب أو تهديد .

لطالما حلمت بهذا اليوم .. يوم يقف فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام قادة وزعماء عرب وأجانب ليؤكد أن مصر ستظل دوما واحة للأمن والأمان , وأنها لن تنكسر أبدًا رغم كيد الكائدين , وقف ” السيسي ” ليصنع التاريخ من جديد , ويضع مصر في مكانتها الصحيحة التي تليق بها بين دول العالم , لتعود مصر درة الشرق كما كانت وستظل دوما إلى ما شاء الله.

المؤتمر الاقتصادي العالمي حقق فؤائد عديدة غير اقتصادية أهمها استعادة مصر مكانتها الدولية التي اهتزت في الفترة الماضية , كما نجح في كسر حالة الإحباط التي عاش فيها الشعب المصري , بالإضافة إلى توجيه رسالة للغرب أن مصر دولة قوية ولها ثقلها في المنطقة , كما أثبت المؤتمر أن مصر بلد الأمن والأمان وأنها قادرة على تحقيق الاستقرار , أضف إلى ذلك أعمال التطوير التي شهدتها مدينة شرم الشيخ سيكون لها تأثير كبير في جذب السياح , كما أسهم المؤتمر الاقتصادي في تحسن العلاقات المصرية الإفريقية , وأخيرًا وليس آخرًا .. فمن الاستثمارات التي خرجت بها مصر من المؤتمر الاقتصادي مشاريع الطاقة الشمسية مع الصين .

وقد بلغت الحصيلة النهائية للمؤتمر بما يتضمنه من استثمار ومشروعات مباشرة ودعم وقروض وبروتوكولات ومذكرات تفاهم واتفاقيات وصلت إلى 175.2 مليار دولار موزعة بالشكل التالي .. 15 مليار دولار اتفاقيات استثمار تم التوقيع عليها خلال المؤتمر الاقتصادي , بالإضافة إلى 92 مليار دولار مذكرات تفاهم لمشروعات جديدة وتوسعات في مشروعات قائمة , و45 مليار دولار لمذكرة التفاهم الخاصة بمشروع العاصمة الإدارية , وأخيرًا 5.2 مليار دولار قرض ومنح من مؤسسات التمويل الدولية .

صناعة التاريخ – يا سادة – حرفة لا يجيدها إلا الرجال ، هؤلاء الذي يحفرون أسماءهم فى التاريخ حيث يفني بلايين البشر ويبقي هؤلاء علامات مضيئة تهتدي بها البشرية وتعرف من خلالها جذورها فتصنع حاضرها وتخطط لمستقبلها ، لاسيما في مجال الرقي الأنساني وتحقيق غاية البشر في الوجود.

يصنع الرجال التاريخ عندما يحدثون حالة انقطاع مع ما هو قائم ومألوف ومتفق عليه، من أجل تأسيس رؤية جديدة داخل محيط مجتمعاتهم، مع ما في ذلك من مغامرة تصل إلى حد المخاطرة، لكن القادة التاريخيين يصنعون التاريخ ولا يصانعونه أو يمالئونه، ولا يحاولون التوفيق واسترضاء جميع الأطراف كما يفعل الساسة عادة، بل على النقيض من هذا يمتلكون رؤية تتجاوز آنية الصعاب المرحلية تحت مواضع أقدامهم، ويستغرقهم التطلع إلى أفق حلمهم الكبير باتجاه الأسمى والأمثل .. أي باختصار نحو المستقبل.

وتحيا مصر ..

 

 

 

 

 

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.