مختارات
الرئيسية / وجهات نظر / مشاعر الحب والحساب الفارغ .. بقلم:  د.وليد سمير 
د.وليد سمير

مشاعر الحب والحساب الفارغ .. بقلم:  د.وليد سمير 

 

لأننا جميعا بشر لنا نفس المشاعر والأحاسيس وخالقنا واحد أحد ، فلا شك أننا جميعاً نشعر بالسعادة الغامرة حين يفكر فينا أحدهم ويقدم لنا هدية، أليس كذلك؟

فكلنا شعرنا بالفرح عندما كنّا صغارا وحتى عندما كبرنا حينما قدم لنا بعضهم بعض الهدايا في عيد الميلاد؟ أو في مناسبة أخرى؟ لان الهدايا تفرح القلب لكونها ببساطة شديدة تجعلنا نشعر بالحب ممن حولنا.

وهنا أتساءل هل فكر أحدنا أنه بإمكاننا أن نقوم بتقديم هدايا يومية لكل فرد من أفراد الاسرة ؟

قد يشعرك ذلك أيها القاريء العزيز بالتعجب أو تفكر داخل نفسك “كيف يمكن أن يحدث هذا؟ لا يمكنني شراء هدية كل يوم لكل فرد من أفراد أسرتي !

” وأنت محق! لا يمكننا شراء هدايا كل يوم بعدد أفراد أسرتنا. لكن أيها القاريء العزيز ما أريد أن ألفت نظرك إليه هو أن تعرف أن هناك هدايا لا تكلفنا أي شيء ويمكننا تقديمها بشكل يومي لكل أفراد الاسرة، ومن هذه الهدايا “كلمات الحب”!. نعم كلمات الحب والتقدير لها وقع سحري على المسامع وعلى العقول وعلى القلوب. والأهم من هذا أن لها وقع رهيب على العلاقات. فالعلاقات تشبه الحساب البنكي، كلما قمت بالكثير من الإيداعات فيه، كلما زاد رصيده .

فمثلاً، لو قمت بإيداع جنيه واحد كل يوم في أحد الحسابات البنكية، فبعد مرور سبعة أيام سيكون به سبعة جنيهات ، وبعد سنة كاملة يصير به ٣٦٥ جنيه، أي أن هذا الحساب سيكون به رصيد. أما لو لم تقم بأي إيداع، فسيكون هذا الحساب فارغاً. فلنتخيل أن العلاقات تعمل بالطريقة نفسها، فكلما أودعت كلمات الحب والشكر والتقدير والتعاطف أكثر وأكثر، كلما كان حساب الحب الخاص بالأسرة ممتلئاً وغنياً، وسيمكن للآخرين أن يقوموا بسحب كلمات حب وتقدير وتعاطف وتقديمها لك بدورهم وبهذا يتضاعف ما في الحساب، وتنمو العلاقة الأسرية في الدفء والحب. اليوم أشجعك على أن تتعلم أن تقدم استثمارات وهدايا بسيطة لكل فرد من أفراد عائلتك مبنية على الكلمات البسيطة. فهناك الكثير من الوسائل تعبر عن الحب المضمر في القلب ، وإن كان أهم وسيلة وأعظم طريقة لتقوية العلاقة بين أفراد الاسرة تكمن فى طاعة الله عز وجل والابتعاد عن المعاصي، لان الاسرة هى لبنة المجتمع وإذا صلحت صلح المجتمع كله.

ولقد كانت الأسرة في العصور القديمة وحدة دينية تعتمد على الدين اعتماداً كلياً في تنظيم حياتها، وعن طريق الدين اكتسبت هذه الأسر وحدتها واستقرارها. وبتطور البشرية اكتسب الدين صفة الأخلاقية وأصبحت أخلاقيات الأسرة جزءاً لا يتجزأ من الأخلاقيات الدينية.

فمثلا يمكن للأب والأم أن يقدما كلمات حب وتشجيع للأبناء مثل: أنت ولد مميز جداً وأنا أحبك ، أنتِ بنت جميلة ومتميزة، أنا أحب قضاء الوقت معك، أنا فخور جداً بك، أنا أثق أنك ستكون إنساناً رائعاً في المستقبل. هدايا الكلمات الممزوجة بالحب الصادق تتميز بأننا يمكن أن نقدمها كل يوم وببذخ وبسخاء،

كما أنها تتميز بأنها ذات تأثير فوري حين نقصدها ونكررها لا حين نقولها كعبارات فارغة مجردة وغير صادقة. فلنتعلّم جميعا أن نقوم بتقديم الهدايا من كلمات الحب والتشجيع والتقدير لأفراد الاسرة كل يوم، فهي هدايا ثمينة مفرحة حين نقدمها بصدق وبسخاء وخصوصآ أننا قادمون على عام دراسي جديد فلنجعله نقطة الانطلاق لفتح حساب جديد فى بنك المشاعر مع من نحب ليس فقط من الاسرة بل ومع الأصدقاء والمعارف ومع من نحب بصدق بل مع الزملاء بالعمل لنحظى بحياة يملوءها السلام والحب.

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.