مضى عام ( الإرهاب الذي لا دين له ) .. عام تكررت فيه الفوضى الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط بل والعالم لكونه طال أيضا دوله أوروبيه كفرنسا …. عام التحديات واتخاذ المواقف الصعبه ، عندما نمعن النظر في عام ٢٠١٥ نكتشف كم كانت مصر قويه وصامدة فى حربها ضد الاٍرهاب ، وكم امتلكنا من الشجاعة والإقدام والتضحية كي نحافظ على بلدنا العزيزة بعيدة عن الحروب والصراعات، وبالتالي بعيداً عن تلك الفوضى الكبرى التي أرادها لنا أعداءنا، ففي هذا العام تجاوز تنظيم الدولة كل معاني الإنسانيه ، فقتل وسفك دم الأبرياء وحرق الرجال أحياء، وللأسف أنه نجح في تشويه صورة ديننا الحنيف الإسلامى لدى فئات كثيرة في العالم حيث البسطاء الذين لا يعرفون عن الإسلام إلا ما تنقله وسائل الإعلام ، وما أكثر المسيسين فيها ، كما نجح ذلك التنظيم في أن يجند أعداداً كبيرة من الشباب على مستوى العالم وأصبح خطرا كبيرا يهدد الإنسانيه .
وهنا يستوقفني موقف الاعلام المصري وأهمس بأذن بعض الاقلام التي لا هم لها غير نقد السياسات التي تنتهجها الدولة تجاه بعض الملفات الحساسه كسد النهضه…أقول نعم للنقد الهادف ولا لتكسير العظام فيا سادة أرجوكم أن تنظروا إلى مصلحة الوطن فكلنا مصريون حتى النخاع … وليس دفاعا عن شخص أيا ما كان بل لمصلحة وطننا الغالي أود الإشارة الى بعض النقاط التي تهمنا جميعا: أولا: أن مصر هبة الله للعالمين كما تم ذكرها بأقدس كتاب وهو القرآن الكريم وليست هبة النيل كما قال هيرودوت … والماء الذي يجري بنهر النيل هو شريان الحياة لمصر لقوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) فقط هو سبحانه الواحد الأحد الذى جعل المياه الغزيرة تشق لها طريقاً من أثيوبيا إلى السودان ثم الى مصر حتى تصب ما تبقى منها الى البحر المتوسط . ومن يقرأ التاريخ جيدا يجد أن نهر النيل بالنسبة لمصر والمصريين ليس فقط شريانا للحياة ، بل هو أيضا جزء من الوجدان العميق لأبناء هذا الشعب على مر العصور ، فقد كانت تقدم له القرابين في عيد وفاء النيل. حتى أن هيرودوت عندما زار مصر، أدرك هذا الارتباط الأزلي العميق ، فأطلق مقولته الشهيرة “مصر هبة النيل”. ثانيا: لم يكن سد النهضه وليد اللحظة ولم نفاجأ به خلال السنوات القليله الماضيه فتحديدا مُنذ أكثر من ٧٠ عاما ، عملت دولة إثيوبيا على وضع إستراتيجية لتحديد أكثر من ٢٠ موقعًا لبناء سدود على مجرى النيل ، وكان من بينها سد النهضة ( سد الألفية الكبيرة – يقع على النيل الأزرق بولاية بيشنقول- قماز بالقرب من الحدود مع السودان وتعلن إثيوبيا أنها سوف تنتهي من بناءه بحلول ٢٠١٧ ليصبح أكبر سد كهرومائي بالقارة الافريقيه والعاشر عالميا إنتاجا للكهرباء) ولكن لم تشرع دولة إثيوبيا بالبدء بإنشاء سد النهضة إلا مع حدوث الاضطرابات السياسية بمصر فى عام ٢٠١١ لان روءساء مصر السابقين كانت لهم مواقف معروفه منذ عهد الرئيس عبد الناصر مرورا بالسادات حتى عهد الرئيس المعزول مبارك كل منهم تعامل مع الأمر من وجهة نظرة وسياساته، فعلى مر الزمن منهم مَن اختار الدبلوماسية ومنهم من فضل التهديدات . ثالثا: انتقى ( الرئيس السيسي ) التفاوض والطريق الدبلوماسي ، فقد قال في أول خطاب له: ( إذا كان سد النهضة حق لإثيوبيا في التنمية فالنيل حق لنا في الحياة ).
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الان هل المفوضات التي تجريها مصر مع الجانب الاثيوبي فى تقدم !!! تأتي الإجابة بالتعنت الواضح من الجانب الاثيوبي حيث تستمر إثيوبيا في بناء سد النهضه بَلْ أن السد في طريقه إلى الافتتاح قريبا ….
فهل حقا قدمت مصر وفدا مختصا بالمفاوضات على مستوى الحدث !!! هل تراجع دور الدبلوماسي المصري لحل تلك المشكلة التي ستطول شريان الحياة بمصر !!!
أرى أنه مازال بأيدينا من الأوراق العديدة التي تستطيع حل تلك الأزمة وكان منها ما بدأه الرئيس السيسي من عودة مصر لدورها الريادي الأفريقي وكذلك من الحلول المقترحة اللجوء للأمم المتحدة فى حالة إستمرار البناء بهذا السد وفى حالة عدم إنتظار تقرير المكاتب الاستشارية العالميه التي ستحدد مدى تأثير هذا السد على موارد مصر من المياة.
وبالنهاية أرجو ان نلتف جميعا حول القيادة السياسة لانه من المؤكد أن هناك حلولا كثيرة لم يتم التطرق اليها بعد ، وخصوصا بعد طمأنة السيد الرئيس فى خطابه الأخير لجموع الشعب حينما قال : ( اطمئنوا .. الأمور ماشيه بشكل جيد ومطمئن .. أنا ماضيعتكمش قبل كدة ، عشان أضيعكم تاني ).