نفذ مجموعة من الشباب مبادرة “مسرح المقهورين” والتي استهدفت تدريب 30 طالب وطالبة جامعيين على الفن المسرحي، بحيث يكون كل فرد منهم مؤدياً بمسرحية تعبر عن قضية من قضايا العنف السياسي ضد المرأة وما تتعرض له المرأة المصرية من قهر في المجتمع، وذلك من خلال التعبير التمثيلي عن قضايا كالتحرش الجنسي، وقهر المرأة في العمل، والعنف الأسري…
ومبادرة “مسرح المقهورين” هي مبادرة خرج بها مجموعة من الشباب الذين تلقوا تدريب “مواطنوان فاعلون” والذي تنفذه جمعية نهوض وتنمية المرأة بالتعاون مع المجلس الثقافي البربطاني، و تدور المبادرة حول استخدام الفن للتعبير عن مشاكل المرأة كأحد الفئات المهمشة من الشعب المصري.
وقد صرح أ.خالد زغلول – أحد اصحاب فكرة مبادرة “مسرح المقهورين” أن فكرة المسرح تستهدف التعبير عن العنف الجسدي الذي تتعرض له المرأة، بالإضافة إلى العنف اللاجسدي كتشويه السمعة، والتضييق على المرأة في العمل…؛ وذلك من أجل تغيير الواقع وليس التماشي معه مثلما ينشد المسرح التقليدي، ففكرة مسرح المقهورين تقوم على التفاعلية حيث يكون الجمهور مشاركاً في المسرحية؛ فصناع المسرحية مهمتهم من خلال العروض المسرحية طرح المشكلة لكي يساهم الجمهور في إيجاد الحلول لها.
بحيث يكون المتفرج مشارك وله تأثير مباشر على العرض المسرحي وموضوعه، فيكون العمل المسرحي كالمرآة التي يرى فيها المتفرج المشكلة بوضوح ليبدأ بعدها في التدخل لتغيير الصورة التي يراها.
“فمسرح المقهورين” نوع وليد بالنسبة للأشكال المسرحية الأخرى الموجودة في مصر، ولكن هناك تجارب عديدة من هذا المسرح حدثت حول العالم، ومنها تجربة حدثت في البرازيل عندما عُرض مسرح المقهورين لعدد من العاملات، وبعد مشاهدة أكثر من عاملة للعرض بدأن في تكوين حملات ضغط لتكون لهن نقابة خاصة بهن، وبالفعل أتى ضغطهن بثماره وتأسست نقابة للعاملات.
وقد صرحت د.إيمان بيبرس – رئيسة مجلس إدارة جمعية نهوض وتنمية المرأة أن في المرحلة الثانية من مبادرة “مسرح المقهورين” سيتم دعوة 300 سيدة، ليكن هن الجمهور المباشر الذي سيشارك في حل المشكلة المعروضة بالمسرحية، بحيث تتعلم هؤلاء السيدات كيفية حل المشاكل التي سيشاهدونها بالعرض المسرحي من خلال التفاعل سوياً.
ويتمنى الشباب المنفذ للمبادرة أن تقوم مراكز الثقافة المختلفة بكافة محافظات الجمهورية بالتعاون معهم حتى يتم نشر فكرة مسرح المقهورين في كافة محافظات الجمهورية؛ وذلك حتى يتمكنوا من التعبير عن فئات مهمشة أخرى في المجتمع كالمرضى النفسيين والمعاقين وغيرهم.