مختارات
الرئيسية / وجهات نظر / نخدع انفسنا أولا .. بقلم : د. صلاح الديب

نخدع انفسنا أولا .. بقلم : د. صلاح الديب

 

للاسف الشديد ابدا مقالتى هذة بموضوع مؤلم ومزعج جدا الى درجة جعلت قلمى لا يتماسك او يكف عن الكتابة عن هذا الامر والذى اصبح فى واقعنا مرض مزمن نتجرع جميعا الامه ومرراته حيث اصبح ياتى على الاخضر واليابس والذى نخشى لان يصبح كالطاعون الذى يعصف بكل شيىء .
اصبح الكثيرون يخدعون انفسهم قبل ان خداع الاخرين وهذا يعنى ان خداع الاخرين سيكون امرا هينا بعد وان استطاعوا بأقتدار ان يخدعوا انفسهم فهل اصبح هذا سمه رسمية للبعض ويضعون انفسهم فى مكانة عالية جدا يقيننا منهم بانهم هكذا فعلا لانهم بالفعل استطاعوا بأقتدر خداع انفسهم وخداع الاخرون .
واخذت اسأل نفسى سؤال صعب ألهذا الحد وصل بنا الحال على ان يكون هناك أناس بهذة النوعية فى مجتمعاتنا يملائون الميادين والساحات والقطاعات والمجالات المختلفة ؟ وكيف لنا ان نستطيع ان نتعرف عليهم بعد ان اتضح انهم اصبحوا بارعين فى خداعنا بكل احترافيه ؟ وايضا بسهولة ويسر وبدون اى عناء لهم فى القيام بهذا فلقد اصبح الخداع بالنسبة لهم كالماء والهواء لا يعانون وهم يمارسونها ليلا ونهارها جهرا وسرا .
هل من المنطقى ان يكون لهم كل هذا التواجد على ارضنا الان وكيف لنا ان نحلم بان نحيا حياة كريمة ويوجد بيننا من يمارسون الخداع علينا وعلى انفسم بهذة الطريقة الفجة التى لا يمكن ان تتحملها اى مجتمعات حتى ولو جزء بسيط من هذة الممارسات الغير سوية والتى نحتاج الى البحث عن المصل المناسب لتفادى او لتجنب عقباتها وايضا نحتاج الى ايجاد ما هو العلاج المطلوب للقضاء على هذا المرض الذى اصاب الكثيرون ونخشى ان يتحول الى وباء يصيب الجميع ويلجاء من لا يمارسون هذا الخداع الى تعلمه والسعى لاحترافه حتى يكون لهم وجود ظاهر فى مجتمعات يسيطر عليها المخادعون بخداعهم فبدلا من ان يكونوا نواه حقيقة يمكن تنميتها نتركها الى ان يتم القضاء عليها تماما ونهائيا ويصبح الخداع هو شعار يرفعه الجميع يمارسونه على بعضهم البعض وتطول ايديهم كل ما يريدون بلا ضابط وبلا قيم وبلا اخلاق فالاصل سيكون من يخدع اكثر يحصل على ما يرغب اكثر ونتحول الى مارثون فى ممارسة الخداع ويكون من يحصل على الجائزة الكبرى هو اكثر الناس خداعا لهم وخداعا لنفسه وذلك للاسف الشديد .
دعونا نقف مع انفسنا وقفة جادة ولا ندع الفرصة اولا لان نخدع انفسنا باى حال من الاحوال ولنعترف بيننا وبين انفسنا بكل ما لنا وكل ما علينا بكل وضوح ولا نخدع انفسنا ابدا ثم لا نترك مجال الى هؤلاء الذين يسطون على احلامنا وعلى احلام البسطاء بالخداع علينا ولا يمكن ان يكون لهم مكان بيننا ابدا ولتتضافر كل الجهود الى ان يتم التعامل بشكل رادع مع هؤلاء الذين يخدعون الاخرين والذين لا ذنب لهم سوى انهم وضعوا ثقتهم فيمن هم ليسوا اهلا لهذة الثقة وايضا لسبب هام وجوهرى اعطى لهؤلاء المخادعون الفرصة الكاملة لان يعيثوا فى الارض فسادا لانه لا يوجد من يحاسبهم على ما يفعلونه جهرا وسرا ليلا ونهارا ويكون هذا باى مسمى من المسميات الخزعبلية مثل الفهلوة والشطارة وغيرها من المسميات البهلوانية التى يقضون بها على الاخضر واليابس فكفانا هراء وكفانا خداعا لانفسنا وللاخرين .
* رئيس المركز العربى للاستشارات وإدارة الازمات
وخبير ادارة الازمات فى مصر والوطن العربى
[email protected]

تعليقات الفيس بوك

تعليقات الفيس بوك

عن ELkebar-admin

مجــلة الكبـــار .. مجــلة اقتصــادية شــهرية تعد ملتقى الخــبراء وقــادة الــرأي في المجــال الاقتصــادي , ونافــذة رجــال الأعمــال والمســتثمرين على المشــروعات الاقتصــادية التي تهدف إلى عــرض ومناقشــة القضــايا الاقتصــادية المصــرية والعربيــة والدوليــة بأســلوب موضــوعي وأمــانة صحفيــة وتقديــم الخدمــات الاســتثمارية والبنــكية والتجــارية لقطــاعات المجتمــع .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.