ـ انتظرينى هنا
ـ أين ؟
ـ على تلك الجزيرة
ـ أتقصد جزيرة الوحدة ؟
ـ وليكن .. أنا على يقين من قوة حبك
وتركها لسنوات نسيت عمرها فيهم .. تصارع وحدها جيوش الغياب بدون لقيمات تسد جوع الحب .. حتى انتصر عليها جيش اليأس بعد حرب عنيفة ، وتقدم قائده وعلى شفتيه ابتسامة نصر ساخرة
ـ لا تجزعي .. لن نقتلك ، ولن نُعد لك مقبرة الحزن
وفى لحظة إنسانية طفت على قلبه عند رؤيته لجرح عميق تتساقط دموعه من جزئها الأيسر يُصيبها بألم رهيب .. أشار إلى جنوده قائلاً
ـ اتركوها . فما بها أقوى من الهزيمة
وظلت تعانى من الجوع والعطش وأمراض اليأس والخذلان .. حتى عاد الغائب .. مُندهشاً مما حدث ..مُتجبراً
ـ هل يُعقل أنكِ بهذا الضعف ؟
نظرت إليه بدون رؤية ، وعندما همت بالوقوف بحالة وهن تسبق الموت ، وقع منها أرضاً ما حاولت الحفاظ عليه .. فتقدم نحوها لمساعدتها .. فصرخت بعجز
ـ أرجوك لا تدهسه
ـ هو محطم !
ـ دع ما تبقى منه لي
وسقطت بجواره ، ورحل الغائب